أكد كلام رئيس الجمهورية ميشال عون من بكركي امس استمرار الخلاف مع رئيس مجلس النواب نبيه بري وحزب الله، من دون ان يتجاوز حدود التلميح .
وكتبت " النهار": لا صوت يعلو صوت الحملات الانتخابية ومع ذلك لا يظهر اللبنانيون بعد الحماسة في الحد الأدنى للانتخابات . هذه الانطباعات تكونت من خلال أيام العطلة المديدة فيما بدا من باب لزوم ما يلزم كلام رئيس الجمهورية العماد ميشال عون خلال حضوره للمرة الأخيرة قداس الفصح في بكركي امس لجهة تكرار التاكيدات الرسمية الجازمة باجراء الانتخابات النيابية في موعدها . ولكن الغرابة في كلامه انه امتنع عن تسمية معطلي التحقيق العدلي في انفجار مرفأ بيروت مكتفيا بالتلميح دون التصريح الى الثنائي الشيعي فيما بدا لافتا تذكير البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في عظة الفصح في حضور عون بأهمية التصميم على انتخاب رئيس جديد للجمهورية كاستحقاق أساسي يعقب الانتخابات النيابية، بقوله" واعدة زيارة قداسة البابا فرنسيس للبنان في حزيران المقبل، وهي بمثابة جسر بين عهدكم وعهد من سيكون خلفكم".
وقال عون خلال مشاركته في قداس عيد الفصح اليوم، أن الانتخابات النيابية ستحصل في موعدها.
كما صوّب على حركة أمل وحزب الله من زواية عدم توقيع وزير المال يوسف الخليل تشكيلات رؤساء محاكم التمييز، متهماً إيّاهما بعرقلة القضاء والتحقيق في انفجار مرفأ بيروت.
وطمأن عون، عقب خلوة مع البطريرك بشارة الراعي في بكركي، إلى أن «الانتخابات النيابية ستحصل والتحضيرات كافة جاهزة لذلك، إلا إذا حصل شيء لا سمح الله».واعتبر الاتفاق مع «صندوق النقد الدولي» من «الأمور الإيجابية». وقال: «لربما تشكل بدايته بداية لخروج لبنان من الهاوية التي يرزح تحتها، بالإضافة إلى عودة الدول العربية إليه وسيادته الطبيعية كما كانت من دون بذل أي جهد».
ورفض عون عدم توقع وزير المال تشكيلات رؤساء محاكم التمييز، معتبراً أن «هناك عرقلة، ويجب أن تعلموا من يعرقل، فليتوقفوا عن الكذب عليكم». ودعا عون أهالي شهداء انفجار مرفأ بيروت إلى التّوجه لـ«معرقلي القضاء، وجميعكم تعلمون من هو المعرقل، فمن أوقف مجلس الوزراء؟»، في إشارة إلى ثنائي حركة أمل ـــ حزب الله.وكان وزير المال قد برّر عدم توقيع مرسوم التشكيلات بـ«كونه يتضمن أخطاء أساسية من شأن التوقيع عليه أن يخلق سابقة، لبنان بغنى عنها»، معلناً أنه «سوف يُوقّع على المرسوم فور تذليل تلك العقبات». واشارت مصادر جريدة «الأخبار» الى ان عدم توقيع الخليل على مرسوم التشكيلات مرده إلى «تضمّنه خللاً في التوازن الطائفي».
وانتقد البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، خلال قداس عيد الفصح ، أداء أغلب المسؤولين اللبنانين. وفيما رفض تغيير النظام لبنان الاقتصادي، دعا إلى تعزيز العلاقات مع الدول العربية والديمقراطية.
واعتبر الراعي، من بكركي، أن «غالبية العاملين في الحقل السياسي والمسؤولين عن الوطن والشعب يتصرفون لا لإزاحة الحجر عن صدر اللبنانيين بل لتثبيته».وقال إن من وصفهم بـ«اللبنانيين الحقيقيين» يتوقون إلى اللحظة التي «تُرفع الأيادي عن لبنان وتنحسر الهيمنة، ويسقط التسلط، ويتوقف تسييس القضاء والإدارة وتعطيلهما من النافذين، وتنتهي الازدواجية، وتعلو المصلحة الوطنية على كل المصالح الخاصة والانتخابية. فلا يبقى سوى جمهورية واحدة وشرعية واحدة وسلاح واحد وقرار واحد وهوية لبنانية جامعة».
وأعرب الراعي عن سروره بـ«قرب دحرجة الحجر عن الوطن والشعب»، مشيراً إلى أن «الارتياح يعمّ جميع اللبنانيين لتأكيد حصول الانتخابات النيابية في موعدها المقرر». وشدد على أنه «لا يجوز، تحت عنوان إنقاذ لبنان، أن يتمّ تغيير هوية نظامه الوطني الاقتصادي التي لا تخضع لأي تسوية دستورية أو مساومة سياسية».ودعا الراعي إلى «اعتماد الخيارات الاستراتيجية التي تُعزّز علاقات لبنان مع محيطه العربي والعالم الديمقراطي (...) واحترام سيادة الدول وحسن العلاقات معها، وتوقف الحملات على هذه الدول الشقيقة، خاصة وأنها حملات لا علاقة لها بمصلحة لبنان، بل بمصالح دول أجنبية».وكان رئيس الجمهورية ميشال عون قد عقد خلوةً مع الراعي في مكتبه، قبل مشاركته في قداس عيد الفصح.