Advertisement

لبنان

بين "القوّات" و"التيّار"... معركة "كسر عضم"!

كارل قربان Karl Korban

|
Lebanon 24
29-04-2022 | 02:30
A-
A+
Doc-P-947082-637868205723085157.jpg
Doc-P-947082-637868205723085157.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

اتّسمت الانتخابات في قضاء المتن بمنافسة شرسة بين المرشّحين منذ العام 2005. فكانت أغلبيّة المقاعد النيابيّة تذهب لصالح "التيّار الوطنيّ الحرّ". ومع قانون الانتخابات النسبيّ، انخفض تمثيل تكتل "لبنان القوي"، واقتصر على ثلاثة نواب في دائرة جبل لبنان الثانيّة، بالاضافة إلى نائب لـ"الطاشناق". وقد تبدّل الكثير من العوامل بعد 17 تشرين الاوّل 2019. فانخفضت شعبيّة البعض في هذا القضاء من جهة، وتغيّرت التحالفات وعدلت شخصيّات بارزة عن خوض الانتخابات من جهة ثانيّة.
Advertisement
 
ويبقى الثابت أنّ ستة مقاعد هي شبه محسومة في المتن. والتحالفات إضافةً إلى التمثيل الشعبيّ للاحزاب هي التي حسمت هذا الواقع. في حين أن المقعد الماروني الرابع ومقعد الروم الكاثوليك، تدور الشكوك حول من سيفوز بهما. واللافت في 15 أيّار، أنّ قضاء المتن سيشهد معركة إنتخابيّة "كسر عضم"، بحسب ما وصفها مراقبون، بين "التيّار الوطنيّ الحرّ" و"القوّات اللبنانيّة". فبعدما كانت الاخيرة ممثلة بالنائب المارونيّ إدي أبي اللمع في الانتخابات السابقة، قرّرت معراب ترشيح وزير الاعلام السابق ملحم الرياشي، ليكون الخصم المباشر لـ"التيّار"، ولنائبه إدي معلوف.
 
ويرى مراقبون أنّ هذا المقعد مهمّ جدّاً لـ"التيّار". فقد فاز به منذ العام 2005. وقد شغله النائب الراحل إدغار معلوف. وانتقل إلى إبن شقيقه النائب الحاليّ إدي معلوف عام 2018. ما يعني أنّ هذا المقعد كان لـ"الوطنيّ الحرّ" لـ17 عاماً، ولشخصيّة أساسيّة فيه. ومجرّد خسارته لخصمه الاساسيّ هو ضربة إنتخابيّة كبيرة.
 
ويلفت مراقبون إلى ما يزيد المخاوف على مقعد "التيار" الكاثوليكي هو انتقال أمين عام حزب "الطاشناق" النائب هاغوب بقرادونيان الى لائحة السيد ميشال الياس المرّ، ما سيُفقد حكماً لائحة "كنا ورح نبقى للمتن" حاصلاً. والجدير بالذكر أيضاً، أنّ المرشحّ سركيس سركيس عزف عن خوض الانتخابات، وهو أعطى لائحة "الوطنيّ الحرّ" عام 2018، 4337 صوتاً، ساهمت إلى حدٍّ كبيرٍ في تأمين الحاصل الرابع. وبالارقام، فإنّ بقرادونيان نال 7182 صوتاً في الانتخابات الماضيّة. أمّا معلوف، فقد حاز فقط على 5961 صوتا. ويلفت مراقبون إلى أنّ هناك مشكلة أخرى، وهي أنّ مرشّح الحزب "السوري القومي الاجتماعي" أنطوان خليل على لائحة المرّ. وقد توزّعت أصوات "القومي" عام 2018، في المتن، بين المرشّح الراحل غسان الاشقر (2757 صوتاً) على لائحة "التيّار"، وبين معلوف وبو صعب. وهنا السؤال، هل تصبّ أغلبيّة الاصوات القوميّة هذه المرّة لصالح خليل، أم تتوزّع؟ إلى ذلك، فقد خسرت أيضاً لائحة "الوطنيّ الحرّ" الاصوات الـ2654 الخاصة بالنائب السابق غسان مخيبر، الذي لم يترشّح للانتخابات.
 
أمام كلّ ما تقدّم، فإنّ لائحة "الكتائب" ستفوز بأقلّه بمقعدين مارونيين، على أنّ تربح الحاصل المارونيّ الثالث إذا لم تُشكّل لوائح المجتمع المدنيّ مفاجأة. كذلك، فإنّ المرّ – بقرادونيان سيحصلان على المقعدين: الارثوذكسيّ الاوّل، والارمن الارثوذكس. أمّا أحد المقاعد المارونيّة الاربعة، فهو محسوم للنائب ابراهيم كنعان، والارثوذكسيّ الثاني للنائب الياس بو صعب. وتبقى المعركة قائمة بين الرياشي ومعلوف على مقعد الروم الكاثوليك.
 
وللتذكير فإنّ "كنا ورح نبقى للمتن" تخوض الانتخابات مع فقدان حوالي 17 الف مقترع. والاصوات التي ستضمن فوز كلّ من كنعان وبو صعب قادرة على تأمين حاصلين. وفي رأي مراقبين فانه، رغم تجيير بعض الاصوات من كنعان وبو صعب، لمساعدة معلوف على الفوز تبقى هناك حاجة لمزيد من الجهد والى المزيد من الاصوات لرفع الكسر، والفوز بالحاصل الثالث. وعليه، أهميّة ترقّب أصوات "القومي"، وإنّ كان ناخبون أرمن سيُصوّتون لصالح "التيّار"، على غرار ما كان يحصل في الانتخابات السابقة. علماً أنّ "الطاشناق" يعمل على إيصال أكبر عددٍ من مرشّحيه إلى مجلس النواب، وهدفه التصويت لهم فقط.
 
في السيّاق، وبينما تعتبر "القوّات" انها قادرة على أخذ مقعد الروم الكاثوليك من معلوف، يلاحظ مراقبون أنّ هناك بعض المشاكل البارزة التي تحول دون فوز الرياشي بهذا المقعد بهذه السهولة. وصحيحٌ أنّ الاخير يتفوّق على مرشّح "التيّار" بالاصوات التفضيليّة. فقد تُقدّر شعبية "القوّات" في المتن بنحو 9000 صوتٍ، وهو العدد الذي ناله أبي اللمع. إلّا أنّ تأمين لائحة "متن الحريّة" للحاصل الوحيد ليس مضموناً. فأصوات المرشّح الراحل ميشال مكتّف لا يُعرف إذا ما كانت ستذهب لصالح الرياشي أم لـ"الكتائب" أم لقوى التغيير أم ستعزف عن المشاركة. ويقول المراقبون إنّ "القوّات" تخوض أيضاّ في دائرة المتن الانتخابات شبه وحيدة، وتُركّز على قاعدتها الشعبيّة على تأمين فوز مرشّحها. فهل تكفي أصوات المناصرين بالاضافة إلى التحالفات الضعيفة التي تخلو من الوجوه البارزة للوصول إلى الحاصل، الذي كان في العام 2018، بنحو 11300؟
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك