أشارت أبحاث تتعلق بزمرة الدم، إلى أن الأشخاص ذوي فصيلة الدم O أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب والجلطات الدموية من الأشخاص الذين ينتمون إلى النوع A أو B.
وتأتي أهمية هذه الأبحاث عندما يتعلق الأمر بتقييم مخاطر بعض الحالات الصحية، وخاصة أمراض القلب، حيث قد تمنح هذه الاختلافات غير المرئية في الدم بعض الأشخاص ميزة في تجنب مشاكل القلب والأوعية الدموية، وقد تجعل آخرين أكثر عرضة للإصابة بها، بحسب موقع "cnet" الأميركي.
ماذا تعني فصيلة الدم وكيف تختلف؟
تمثل الأحرف A و B و O أشكالًا مختلفة من جين ABO، الذي يبرمج خلايا الدم لدينا بشكل مختلف لتشكيل مجموعات الدم المختلفة. إذا كانت زمرة الدم AB، على سبيل المثال، فإن الجسم مبرمج لإنتاج مستضدات A و B على خلايا الدم الحمراء، فيما لا ينتج الشخص الحامل لفصيلة الدم O أي مستضدات.
ويقال إن الدم "إيجابي" أو "سلبي" بناءً على وجود بروتينات في خلايا الدم الحمراء، فإذا كان دمك يحتوي على بروتينات، فإن العامل الريسوسي،أي البروتين الموروث الموجود على سطح خلايا الدم الحمراء، لديك إيجابي.
ويعتبر الأشخاص ذوو فصيلة الدم O سلبي، "متبرعين عالميين" لأن دمهم لا يحتوي على أي مستضدات أو بروتينات، مما يعني أن جسم أي شخص سيكون قادرا على قبوله في حالة الطوارئ.
لماذا توجد فصائل دم مختلفة؟
يقول الطبيب دوغلاس غوغنهايم، أخصائي أمراض الدم في جامعة بنسيلفانيا الطبية، إن السبب غير معروف، ولكن ربما ساهمت عوامل مثل من أين أتى أسلاف شخص ما والالتهابات السابقة التي حفزت طفرات وقائية في الدم في هذا التنوع. فقد يصاب الأشخاص المصابون بفصيلة الدم O بالكوليرا، على سبيل المثال، في حين أن الأشخاص من النوع A أو B قد يكونون أكثر عرضة لمشاكل تخثر الدم، مشيرا إلى أن دمائنا لا تستطيع مواكبة التهديدات البيولوجية أو الفيروسية المختلفة التي تحدث في الوقت الفعلي، إلا أنها قد تعكس ما حدث في الماضي.
ويتابع غوغنهايم: "باختصار، يبدو الأمر كما لو أن الجسم قد تطور بحسب بيئته من أجل حمايته بأفضل شكل ممكن".
أنواع الدم الأكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب
ووفقا لجمعية القلب الأميركية، فإن الأشخاص المصابين بالنوع A أو النوع B أو النوع ABهم أكثر عرضة للإصابة بنوبة قلبية بنسبة 8%، أو الإصابة بفشل القلب بنسبة 10%، أكثر من الأشخاص المصابين بالنوع O.
وبحسب الطبيب المختص، قد يكون سبب هذا الخطر المتزايد، ، هو الالتهاب الذي يحدث في أجسام الأشخاص من النوع A أو النوع B أو النوع AB، إذ قد تسبب البروتينات الموجودة في فصيلة الدم A و B المزيد من "الانسداد" أو "السماكة" في الأوردة والشرايين، مما يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والتخثر.
ويعتقد غوغنهايم أيضا أن هذا ما قد يفسر انخفاض عدد الإصابات بفيروس كورونا لدى الأشخاص ذوي فصيلة الدم O، حيث غالبا ما يؤدي الفيروس في مشاكل في القلب وتجلط الدم ومشاكل أخرى في القلب والأوعية الدموية، وهو ما ألهم الباحثين على الخوض في هذه الدراسات.