انتهت المرحلة الاولى من عملية اقتراع المغتربين اللبنانيين في الدول العربية والاسلامية بعد يوم طويل من العملية الانتخابية حصلت في دول الخليج وايران وسوريا، حيث انتخب ما نسبته ٦٠ في المئة تقريبا من المسجلين سلفاً، لكن المؤشرات الاولية توحي بمجموعة من التوجهات العامة للناخبين.
أولا، وبالرغم من كل ما حكي في السابق عن كون المغتربين اللبنانيين سيشكلون حالة عابرة للمناطق والاحزاب والطوائف، وانهم سيكونون حجر الاساس لدعم لوائح المعارضة والثورة والمجتمع المدني ، غير ان اليوم الاول من اقتراع المغتربين لم يوحي بمثل هذا الامر، بل على العكس فقد سيطرت الاحزاب السياسية التقليدية على الساحة الانتخابية بكل تفاصيلها مع وجود تحركات ناشطة لبعض لوائح المعارضة في بعض الدوائر.
في اقل تقدير، تشاركت القوى السياسية التقليدية، او معظم هذه الاحزاب، العملية الانتخابية في الخارج حيث ظهرت اصوات معارضة كثيرة من دون ان يكون لها اطر تنظيمية او زخم شعبي غير مسبوق يساهم في احداث نقلة نوعية للصوت الاغترابي في الدوائر.
ثلاثة احزاب اساسية سيطرت على المشهد العام، الكتائب اللبنانية، الحزب التقدمي الاشتراكي والقوات اللبنانية ، كما برزت احزاب قوى الثامن من اذار بشكل خجول في دول الخليج وبشكل اكثر وضوحا في سوريا وايران، الامر الذي اعاد التنافس التقليدي الى دول الاغتراب من دون نفي الحضور الجدي للصوت المعارض، لكنه لم يكن الصوت الغالب، كما كان يتوقع البعض.
في السياسة برزت بوادر المقاطعة السنيّة، وان بشكل غير حاد، اذ ان التصويت في دول الخليج كان يجب ان يأخذ "طابعا سنيّا" اكثر من اي أمر اخر، لكن يوم الاقتراع الطويل اظهر ان الدوائر السنيّة لم تأخذ نسب مشاركة استثنائية بل ان دوائر مثل الشوف وعاليه شهدت الاقبال الاكبر.
برزت ايضا خلال اليوم الانتخابي قدرة "القوات اللبنانية" التنظيمية والتي كانت القوة الاكبر في دول الخليج تحديدا، وهذا قد ينعكس على الدول الاخرى وعلى الانتخابات في الداخل اللبناني، لكن الحماوة ظهرت ايضا بنسب التصويت المرتفعة جدا في طهران ودمشق ما يعني ان حزب الله يأخذ المعركة الانتخابية بجدية مطلقة ويرغب بتحقيق فوز واضح فيها على عدة صعد.
لكن نسبة الـ٦٠ في المئة، وبالرغم من اهميتها ليست قادرة على تغيير نتائج الانتخابات او تبديل موازين القوى، كما يرغب البعض، خصوصا في ظل تعدد اللوائح وتشتت اصوات المغتربين بين لوائح قوى الثورة من جهة ولوائح الاحزاب السياسية من جهة اخرى، لذلك فإن الزخم الشعبي الذي كان موجودا في فترة التسجيل في الخارج قد يكون تراجع في مرحلة الاقتراع...