يتمثل أحد ابرز اهداف خصوم حزب الله في الانتخابات النيابية المقبلة بمنع الحزب من تحقيق نسبة اقتراع مرتفعة، اذ ان الطموح بإحداث تحول جدي في المزاج العام للطائفة الشيعية ليس موجودا، لذلك فإن السعي هو لاحداث صدمة عبر خفض نسب الاقتراع والاستثمار بها قدر الامكان إعلاميا وسياسيا خلال السنوات الاربع المقبلة.
تحقيق هذا الهدف يؤدي بشكل تلقائي الى زيادة احتمالات الخرق بسبب انخفاض الحاصل الانتخابي وتمكّن لوائح المعارضة من التقدم في هذا القضاء او ذاك. من هنا بدأ حزب الله نشاطه الانتخابي قبل مدة مستفيدا من قدرة ماكينته الانتخابية على التواصل مع عدد كبير من الناخبين ودفعهم نحو الاقتراع.
يرفض المعنيون في حزب الله الحديث عن ارقام انتخابية، كما يرفضون حسم فوزهم بكل المقاعد في دوائر نفوذهم الاساسية، لكنهم يطمحون فعليا الى حسم المعركة الانتخابية قبل بدايتها، ليس عبر منع الخرق فقط، بل عبر حسم نسب التصويت العالية خصوصا في الاقلام الشيعية ما يعني ان فاعلية الضغوط الاقتصادية ستنتهي بشكل نهائي.
عمليا، تؤكد كل الدراسات العلمية ان الخرق بالمقاعد الشيعية بات امرا خارج النقاش، وبات الحديث اليوم عن خرق بمقعد ماروني في دائرة بعلبك الهرمل لصالح "القوات اللبنانية" وخرق في دائرة الجنوب الثالثة بالمقعد الارثوذكسي، وحول هاتين الفرضيتين تدور المعركة الانتخابية في مناطق نفوذ حزب الله، لتبقى دائرة الجنوب الثانية خارج اي منافسة فعلية.
احتمالات خرق "القوات" في دائرة بعلبك الهرمل اعلى من خرق المجتمع المدني في الجنوب، فالقوات تنطلق في بعلبك الهرمل من ١٤ الف صوت انتخابي لذلك فإن الحزب يعمل بشكل حثيث على تفريغ لائحتها شيعيا وسنيّا، كما يعمل على حشد جمهوره بشكل كبير جدا ليرفع الحاصل الانتخابي.
اتم الحزب اكثر من نصف المعركة، فالمرشح الشيعي الاقوى يحيى شمص والذي كان يترشح ضد الحزب بات اليوم الى جانبه، ومن المتوقع ان يجيّر له اصواته في الانتخابات ، في حين ان الانسحابات مستمرة من لائحة "القوات" اضافة الى انسحابات من لوائح اخرى قد تكون حاسمة في الايام المقبلة.
اما في الجنوب الثالثة فإن رهان المعارضة على الصوت السنّي الذي سيغيب عن الاستحقاق اذا استمر تيار المستقبل بالمقاطعة شبه العلنية، وعليه فإن الخرق ليس سهلا حتى اللحظة في ظل حشد الحزب لجمهوره من جديد، وهو الامر الذي ستزيد حدته في الايام المقبلة.
يتكتل اليوم كل خصوم حزب الله الشيعة في لائحة واحدة، تصم شيوعيين و"أسعديين" والمجتمع المدني وغيرهم، الامر الذي سيجعل احتمال خسارتهم هذه الانتخابات من دون اي انجاز، وان كان بنسب التصويت، ضربة قاضية لحراكهم في الساحة الشيعية.