ستشهد دائرة البقاع الثانيّة، مواجهة إنتخابيّة حاميّة. ففيها يخوض هذه المرّة "حزب الله" معركة تحجيم كتلة "اللقاء الديمقراطي"، وأخذ المقعد الدرزي، مستفيداً من ابتعاد الرئيس سعد الحريري عن الساحة. كذلك، قرّر الرئيس فؤاد السنيورة دعم لائحة النائب محمد القرعاوي، ودعا الشارع السنّي للاقتراع بكثافة، للحفاظ على رمزية أحد المقاعد السنّية ضمن جناح القوى "السياديّة".
ومن جهة ثانيّة، تحاول قوى المجتمع المدنيّ، دخول المعترك السياسيّ، من بوابة البقاع – الغربيّ. وتخوض ستة لوائح السباق الانتخابيّ في هذه الدائرة، بينها إثنتين، حظوظهما مرتفعة للوصول إلى الحواصل، وتقاسم المقاعد الستة: مقعدان سنّيان، واحد درزي، واحد شيعيّ، واحد مارونيّ، وواحد روم أرثوذكس.
ويتنافس على المقعد الشيعيّ 5 مرشّحين. مع أرجحيّة محسومة لفوز ممثل "الثنائيّ الشيعيّ" قبلان قبلان،فيما نجح الحزب "التقدميّ الاشتراكيّ" بالتحالف مع القرعاوي، ما اعطى دفعا اضافيا للنائب وائل أبو فاعور .في المقابل، هناك 4 مرشّحين يعملون على تطويق الاخير. ولعلّ أبرزهم طارق داود، المدعوم من "حزب الله" بشكل أساسيّ. وللمفارقة، فإنّ النائب السابق فيصل داود نال في الانتخابات السابقة 2041 صوتاً فقط. في المقابل، حصد أبو فاعور 10677 صوتاً، أي تقريباً وصل إلى الحاصل.
في السيّاق، تبرز معركة المقعدين السنّيين بين 7 مرشّحين (خالد العسكر انسحب من لائحة القوّات). ويُشير مراقبون إلى أنّها محصورة بين الوزير السابق حسن مراد، نجل النائب عبد الرحيم مراد، والنائب "المستقبليّ" محمد القرعاوي، الذي قرّر الترّشح، علماً أنّه ليس منضويّاً ضمن تيّار "المستقبل"، ولديه تمثيل ، ولم يستفزّ قاعدة "التيّار الازرق". فنجح بإبعاد "القوّات اللبنانيّة" عن لائحته، وزاد من فرص نيل أصوات سنّية إضافيّة.
ويرى مراقبون أنّ المقعدين السنّيين، والشيعيّ والدرزيّ محسومون سلفاً. نظراً للتمثيل الدرزيّ الكبير لـ"التقدميّ". وأيضاً شعبيّة مراد التي تُقدّر بنحو 15 الف ناخبٍ. أمّا الاصوات التي سينالها كلٍّ من أبو فاعور والقرعاوي، فستُعطي الاخيرين حاصلا مع كسر عالٍ، أي الفوز بنسبة كبيرة بالمقعدين الدرزيّ والسنّي.
وتبقى معركة المقعدين المارونيّ، والروم الارثوذكس، تدور حولهما التكهنات عمن سيفوز بهما. ويتنافس على المقعد المارونيّ 6 مرشّحين، أبرزهم شربل مارون، الذي يدعمه "التيّار الوطنيّ الحرّ" على لائحة "الغد الافضل". وحظوظ الاخير تعود للاصوات الشيعيّة والسنّية التي ستنالها لائحة مراد، والتي ستُمكّنها من الحصول على أقلّه ثلاثة حواصل. إلّا أنّ المشكلة تكمن في أنّ "التيّار" لن يُجيّر أصواته لنائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي، للخلاف الكبير بينهما، ما يزيد من حدّة المنافسة على أحد المقعدين المسيحيين، وخصوصاً إذا نالت اللائحة 3 حواصل فقط.
أمّا المقعد الارثوذكسيّ، فيعمل 4 مرشّحين على الفوز به، مع أرجحيّة للفرزلي، الذي يتّكل على تجيير الاصوات الشيعيّة له. ويرى مراقبون أنّ السبب الرئيسيّ لهذا الاعتقاد، أنّ لا مرشّح شيعيّاً قويّاً ينافس الثنائيّ "أمل" و"حزب الله". وبالتالي، إذا قُسمت الاصوات الشيعيّة بين الحلفاء على اللائحة، فإنّ قبلان قبلان سيبقى صاحب الاصوات التفضيليّة الاكبر، من بين المرشّحين الشيعة الاخرين. ولكن، من شأن تجيير الاصوات الشيعيّة، وخصوصاً بعدما أكّد الامين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصرالله أنّه سيدعم حلفاءه، وسينالون أصواتاً شيعيّة بالتساوي، زيادة حماوة المعركة بين الفرزلي من جهة، ومرشّح "التيّار" شربل مارون، من جهة ثانيّة.
في الاطار عينه، ستستفيد لائحة "الغد الافضل" من عدم مشاركة الحريري وأغلبيّة جمهوره بالانتخابات،ما يعني أنّ الحاصل سينخفض حكماً. و"الثنائيّ الشيعيّ – الوطنيّ الحرّ – الفرزلي – داود" ستكون فرصهم أكبر بفضل الاصوات التي ستنالها لائحتهم، وانخفاض عدد الاصوات في لائحة قرعاوي – أبو فاعور، ما يعني أن فرص فوزهم بالحاصل الرابع كبيرة، وإمكانيّة نيل المقعدين المسيحيين لصالح الفرزلي ومارون واردة.
واللافت أنّ العنصر النسائيّ يخوض الانتخابات بأربع مرشّحات، ضمن لوائح المجتمع المدنيّ والمستقلين: ماغي مهنا (درزية)، غادة غانم (مارونيّة)، سالي شاميّة (روم أرثوذكس)، ماغي عون (مارونيّة). ومرشّحة "الكتائب اللبنانيّة" كيتا عجيل (مارونيّة)، وغنوة أسعد (شيعيّة) على لائحة "القوّات".
وبعد انسحاب المرشّح خالد العسكر، رئيس لائحة "القوّات"، فإن المرشحين على اللوائح الستة هم:
1- في لائحة "الغد الافضل": "حسن عبد الرحيم مراد (سنّي)، طارق سليم داود (درزيّ)، إيلي نجيب الفرزلي (روم أرثوذكس)، قبلان عبد المنعم قبلان (شيعيّ)، شربل كميل مارون (مارونيّ).
2- في لائحة "القرار الوطني المستقبل": محمد قاسم القرعاوي وعلي محمد أبو ياسين (سنّة)، وائل وهبي أبو فاعور (درزيّ)، غسان سليمان السكاف (روم أرثوذكس)، عباس محمد عيدي (شيعيّ)، جهاد ملحم الزرزور (مارونيّ).
3- في لائحة "بقاعنا أوّلا": جورج ابراهيم عبود (روم أرثوذكس)، محمد حسين قدورة (سنيّ)، غنوة حسين أسعد (شيعيّة)، داني نبيه خاطر (مارونيّ).
4- في لائحة "قادرين": ماغي عارف مهنا (درزية)، أسامة سعد أبو زيد (سنّي)، فرح رياض قاسم (شيعيّة)، غادة جورج غانم (مارونيّة).
5- في لائحة "سهلنا والجبل": بهاء الدين حسين دلال (درزيّ)، سالي فوزي شاميّة (روم أرثوذكس)، ياسين أحمد ياسين (سنّي)، حاتم حسين الخشن (شيعيّ)، ماغي بديع عون (مارونيّة).
6- في لائحة "نحو التغيير": شوقي فريد أبو غوش (درزيّ)، علاء الدين عمر الشمالي وعامر محمد قدورة (سنّة)، كيتا دواد العجيل (مارونيّة).
والجدير بالذكر أنّ دائرة البقاع الثانيّة تضمّ 153975 ناخباَ، ويتنافس فيها 28 مرشّحاً. فيما الاعين متّجهة نحو نتائج اقتراع المغتربين المسجّلين، والذين بلغ عددهم 7152، منهم 2423 من السنّة، مع أغلبيّة مسيحيّة بـ2773 مسجّلاً، وحوالي 800 من الطائفة الشيعيّة، يطرح السؤال عن مدى قدرة المجتمع المدنيّ على نيل أصوات الاغتراب، بالاضافة إلى أصوات المقيمين، للوصول إلى الحاصل، والفوز لاوّل مرّة بمقعد نيابيّ.