استقر المشهد الانتخابي في عكار على 9 لوائح تضم 54 مرشحا يتصارعون على 7 مقاعد ، على أن السمة الأساسية تكمن في شكل التحالفات التي نسجتها القوى السياسية في سبيل هدف مركزي هو إثبات الوجود.
القضاء المترامي الأطراف الذي يضم نحو 350 قرية و بلدة، و 309083 ناخبا ، تتوزع مقاعده على 3 سنة و 2 روم أرثوذكس و 1 علوي و 1 ماروني ، على أن التحدي الابرز أمام جميع المرشحين استقطاب أصوات من خارج الصحن السياسي طالما ان التنافس على المنخار ، و يمكن أن تفرز الصناديق نتائج لم يحسب لها الحساب.
يمكن تسجيل، إنكفاء شعبي عام في ظل مزاج شعبي غير متحمس للنزول إلى مراكز الاقتراع ، فغياب العناوين العريضة سيؤدي إلى نسبة اقتراع متدنية قد لا تتجاوز 30 في المئة ، خصوصا في ظل قنوط سنّي عام ناتج عن قرار "تيار المستقبل" بالانكفاء ، وهذا ما يضع مشقات أمام استقطاب الصوت السنّي على نحو واسع.
على مستوى اللوائح ، فإن توافر عمود فقري سياسي لكل لائحة يخوض تحديات الحواصل والكسور في قانون غير منصف، لا يمكن فك طلاسم مواده بسهولة، و لعل القاسم المشترك في عكار بأن الاحزاب السياسية، إن جاز التعبير، تحتاج إلى أرضية محلية كي تنال مقعدها.
لذلك، وضمن البانوراما الانتخابية يمكن تسجيل سلسلة علامات فارقة، ابرزها على الإطلاق لجوء القوات اللبنانية إلى خيار ترشيح مستقل بعيد عن اجوائها ،فتبني ترشيح وسام منصور شكل مفاجئة من العيار الثقيل، خصوصا بعدما رفدته بالنائب طلال المرعبي وخالد ضاهر، حيث تسعى لنيل الحاصل من البيئة السنية وتجييره إلى المقعد الأرثوذكسي.
هذا لا ينسحب على التيار الوطني الحر، حيث يقودها مواجهة مباشرة مع تحالفات شكلية، ولكن تسجل تكهنات كثيرة حول القدرة على توزيع الأصوات التفضيلية بين مرشحي التيار الماروني والأرثوذكسي جيمي جبور وأسعد درغام.
على صعيد اللوائح ، يمكن الجزم ، ومن خلال استعراضها، تركيز كل واحدة منها على مقعد محدد، في مقابل حصر مهمة المرشحين الآخرين برفد الأصوات لزيادة الحاصل الانتخابي، وهذا ما يمنح الماكينات الانتخابية تسهيلات في إدارة حملاتها، كون مهمتها الأساسية تكمن بتحديد الصوت التفضيلي على ما عداه من جهود انتخابية اخرى، و هي تتوزع كالاتي:
لائحة "الاعتدال الوطني" وتضم بين صفوفها أعضاء من كتلة تيار المستقبل سابقاً، وفي مقدمها النائب وليد البعريني، و يعتبر الرافعة الأساسية ، ومعه نواب حاليّون، ووجوه جديدة.
لائحة "النهوض لعكار"، وهي مكتملة من شخصيات مستقلة تماما مدعومة من بهاء الحريري، بالتحالف مع الجامعة المرعبية التي تعتبر خزانا انتخابيا بكل ما للكلمة من معنى.
لائحة "الوفاء لعكار" وهي مدعومة من تيار العزم ، مكتملة، ووجوهها جديدة على الساحة السياسية.
لائحة "عكار"الذي تعتبر القوات اللبنانية عمودها الفقري بالتحالف مع طلال المرعبي، الذي أراد الترشح بصورة منفردة.
لائحة "عكار التغيير" مكتملة وفيها مجموعة من الأسماء الآتية من ساحات حراك 17 تشرين الأول 2019.
لائحة "عكّار أولًا" يرأسها النائب السابق محمد يحيي، بالتحالف مع التيار العوني، والحزب السوري القومي الاجتماعي ، و هي الأقرب إلى تحالف 8 اذار.
لائحة "نحو المواطنة" من ستّة مقاعد، تضم تحالف الحزب الشيوعي اللبناني مع "مواطنون ومواطنات"، ومرشّحة مستقّلة؛
لائحة"عكار تنتفض" من خمسة مرشحين، وفيها تجمّعٌ ثانٍ من حراك شارع 17 تشرين الأول 2019.