Advertisement

لبنان

فرنسا تتحرك باتجاه حزب الله.. نصائح بتجنب التصعيد

هتاف دهام - Hitaf Daham

|
Lebanon 24
08-06-2022 | 05:00
A-
A+
Doc-P-960159-637902790974923791.jpg
Doc-P-960159-637902790974923791.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
ما ان دخلت سفينة الحفر اليونانية – البريطانية انرجيان قناة السويس حتى ارتفع منسوب التوتر في البحر المتوسط ولبنان الذي يعيش مجموعة أزمات بنيوية في السياسة والاقتصاد. فطفت على السطح مجموعة من الأسئلة المتفجرة، نظرا لكون الموضوع متشعبا ويقارب مسائل حساسة لبنانيا وإقليما ودوليا، خاصة وان المعنيين كثر في هذا الملف محليا وخارجياً. 
Advertisement
لا يخفي اصحاب القرار أن ملف الطاقة( خاصة الغاز) هو المخرج شبه الوحيد لخروج لبنان من ازمته التي تهدد وجوده وهويته كدولة وكيان. ويعني هذا الملف ايضاً الولايات المتحدة الأميركية التي تسعى للامساك بكل تفاصيله. ويعني أوروبا الخائفة من آثار الحرب الاوكرانية شرقا وحروب المتوسط جنوبا. فرنسا أكثر القلقين  لكونها تعلق اهمية خاصة على لبنان وتقارب المسألة  اللبنانية من كل نواحيها بحذر شديد. 
لقد دحضت الخارجية الاميركية بعد ظهر امس اعلان الرئيس نبيه بري من المجلس النيابي ان الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين سيزور لبنان  الاحد أو الاثنين لاستكمال البحث في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية، باكتفائها بموقف المتحدث باسم الخارجية نيد برايس: ليس لديّ أي إعلان عن سفر هوكشتاين في هذا الوقت. ومع ذلك فإن زيارة هوكشتاين "المنتظرة على نار" من المعنيين السياسيين في هذا الملف ستركز على عودة التفاوض وفق الخط 23، خاصة وان لبنان لم يثبت حقه بالخط 29 امام الامم المتحدة. 
إن موقف باريس وتحركها تجاه هذه الأزمة يبدو دقيقا جدا، لأن الواقع الراهن لا يسمح بأي خطأ في التقدير. وتتعاطى الدبلوماسية الفرنسية بالكثير من التحفظ. فالحكومة حديثة العهد وفرنسا أمام انتخابات برلمانية دقيقة جدا في ظل تحديات اقتصادية وسياسية و اجتماعية، ولكون الملف المطروح يضم اوراقا متفجرة بمثابة كرة نار قد تتدحرج في الداخل اللبناني والخارج، إضافة إلى أن فرنسا فقدت ثقتها بالقيادات اللبنانية وتركيبة السلطة .
ويكشف استاذ العلاقات الدولية في جامعة باريس عيسى الايوبي لـ"لبنان24" أن اتصالات مكثفة ذات طابع سري أجرتها وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا حول موضوع ترسيم الحدود البحرية ووصول باخرة الحفر اليونانية إلى حقل كاريش، مع رئيس مجلس النواب نبيه بري المنتخب حديثا ونائبه الياس بوصعب الممسك مباشرة ببعض جوانب ملف الترسيم ورئيس حكومة تصريف الاعمال  نجيب ميقاتي وحزب الله لترتيب مخرج يمكن أن يبرد الأجواء، واتخذت هذه الاتصالات طابع النصائح وضرورة التنسيق. مع اشارة الايوبي الى ان اي اتصال لم يحصل بين المسؤولين الفرنسيين ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون، علما ان النائب سيمون ابي رميا حاول الاتصال بكولونا، لكنه لم يتمكن من الحديث معها لانشغالاتها وضيق وقتها، فاكتفى باستطلاع رأي مدير الاستخبارات الفرنسية المنتهية ولايته برنار ايمييه حول المستجدات الاخيرة. 
لا شك ان كولونا تعرف لبنان بدقة ولديها صداقات مع بعض قياداته وشخصياته السياسية وغير السياسية، ولا شك ايضا أن ذهنيتها السياسية وثقافتها هي مزيج من اليسار الفرنسي والديغولية- الشيراكية، الا ان دقة الموقف وتوقيته لا يسمحان لها، بحسب الايوبي، بالمناورة وتظهير حراكها، علما ان مصادر مقربة منها أكدت انها شكلت خلية خاصة بهذا الملف بطلب رسمي من الرئيس ايمانويل ماكرون لمساعدة خلية الاليزيه. 
الاكيد أن فرنسا "متفائلة" ان لا صراع عسكريا واسعا في لبنان حاليا وهناك ضمانات أميركية لفرنسا لتمرير المرحلة مقابل ضمانات باريسية لواشنطن بأن لبنان لن يقدم على  اي تصعيد عسكري ضد اسرائيل. 
ويقول الايوبي ان باريس ستستمر في جهودها الأوروبية و الدولية للتوصل إلى حل مقبول لبنانيا، لتمرير مرحلة الانتخابات البرلمانية الفرنسية و الانتخابات الرئاسية اللبنانية . وهذا الحل هو حل مؤقت وليس عودة كاملة للمفاوضات.  وبالنسبة لفرنسا لا حل لمشكلة ترسيم الحدود البحرية للبنان في الوقت الراهن ربطا بالتركيبة السياسية للسلطة وموقف رئاسة الجمهورية والانقسامات التي حولت هذا الملف من مفاوضات إلى مزايدات ومقاولات.
وسط ما تقدم، الثابت أن هذه الازمة سيكون لها تأثير على المشهد السياسي  ابتداء من تشكيل الحكومة واسم رئيسها مرورا باسم رئيس الجمهورية المقبل وتاريخ انتخابه وتسلمه لمهامه عشية نهاية ولاية الرئيس الحالي. فيما يبدو ان الصيف اللبناني و الإقليمي ساخنا إلا أنه ليس متفجرا. 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك