لم يحجب التشويش الاعلامي ولا الانزعاج المفتعل اهمية الموقف الرسمي اللبناني من موضوع اطلاق حزب الله المسيّرات الثلاث في محيط المنطقة البحرية المتنازع عليها.
فالموقف، الذي جاء بعد مشاورات رسمية مكثفة بين جميع المعنيين، ومناقشة دقيقة في مضمونه، اعاد تأكيد الموقف الرئاسي المبدئي الجامع لجهة دعم مساعي الوسيط الأميركي اموس هوكشتاين للتوصل الى حل للنزاع الحدودي البحري مع اسرائيل يحفظ كامل الحقوق اللبنانية بوضوح تام، والمطالبة بالإسراع في وتيرة المفاوضات.
هذا الموقف بحسب اوساط معنية "وضع حدا لتداعيات كان يمكن ان تترك سلبيات على مجمل الواقع اللبناني، في مرحلة حرجة جدا".
وتشدد الاوساط" على ان الوعي الدقيق للمخاطر التي تواجه لبنان يستدعي النأي بالساحة اللبنانية عن كل ما يعكر مساعي الحل".
وتؤكد الأوساط "ان على المزايدين من هذا الجانب او ذاك الجلوس مكاننا لنرى ما سيكون عليه موقفهم في حاول واجهوا المعطيات التي نواجهها والتي تتطلب مقاربة وطنية شاملة وليس لخدمة هذا الموقف او ذاك".
وكان الموقف اللبناني الرسمي صدر بالامس بعد اجتماع عقده رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بو حبيب.
ومما حاء في البيان "تطرق البحث الى الوضع في الجنوب وموضوع المسيّرات الثلاث التي أطلقت في محيط المنطقة البحرية المتنازع عليها وما أثارته من ردود فعل عن جدوى هذه العملية التي جرت خارج إطار مسؤولية الدولة والسياق الديبلوماسي، خصوصاً وأن المفاوضات الجارية بمساعي من الوسيط الأميركي أموس هوكشتاين قد بلغت مراحل متقدمة. وفي هذا الاطار فإن لبنان يجدد دعمه مساعي الوسيط الأميركي للتوصل الى حل يحفظ كامل الحقوق اللبنانية بوضوح تام، والمطالبة في الإسراع في وتيرة المفاوضات. كما أن لبنان يعوّل على استمرار المساعي الأميركية لدعمه وحفظ حقوقه في ثروته المائية ولاستعادة عافيته الاقتصادية والاجتماعية. إن لبنان يعتبر أن أي عمل خارج إطار مسؤولية الدولة والسياق الديبلوماسي الذي تجري المفاوضات في إطاره، غير مقبول ويعرّضه لمخاطر هو في غنى عنها. من هنا نهيب بجميع الأطراف التحلي بروح المسؤولية الوطنية العالية والإلتزام بما سبق وأعلن بأن الجميع من دون استثناء هم وراء الدولة في عملية التفاوض. كما أن لبنان يجدد المطالبة بوقف الانتهاكات الاسرائيلية المستمرة لسيادته بحراً وبراً وجواً.