كل المعلومات عند حزب الله والمصادر القريبة منه تؤكد المعلومات المتداول بها لجهة ان الجانب الإسرائيلي أبلغ لبنان عبر الأميركيين أنه ذاهب إلى البدء باستخراج الغاز في مطلع أيلول المقبل، وهذا يعني، بحسب المصادر، ان المفاوضات غير المباشرة بين لبنان و"اسرائيل" حول ترسيم الحدود البحرية أمام مهلة شهرين. فإذا تم التوصل إلى اتفاق وفق الطرح اللبناني الرسمي فهذا يعني أن الأمور ستبقى مضبوطة، اما في حال تعثر الاتفاق، فإن حزب الله سوف يمنع إسرائيل من استخراج الغاز باي ثمن. وعندما تسأل المصادر هل يعني ذلك ان الضربات العسكرية ستبقى محدودة؟ تجيب المصادر "لا أحد يعلم والامور قد تتطور"، لكنها تعود وتقول: الأرجح ان يحصل اتفاق حول ملف الترسيم قبل أيلول، خاصة وان آخر المعلومات تشير إلى أجواء إيجابية بدأت تتظهر حيال تسليم إسرائيل بحق لبنان بحقل قانا.
وفي سياق متصل اعتبرت اوساط سياسية تصنف أنها "الأقرب" الى محور حزب الله وحلفائه أن الحزب لا يتجه إلى أي تصعيد عسكري مع اسرائيل، فالمسيّرات التي أطلقها ليست الا رسائل تحذير وردع في المكان والزمان المناسبين.
وعندما تسأل هذه الأوساط عن موقف حزب الله من الترسيم واعلانه الوقوف خلف قرار الدولة، تقول "هذا يعني أن قرار السلم والحرب ليس في يد الحزب وبالتالي من ينتقد موقف الحزب اليوم من الترسيم، جاءته المسيّرات لتشكل الرد المناسب عليه، معتبرة أن الظروف والتطورات التي طرأت بعد تموز العام 2006 لا تسمح للحزب بالمغامرة باي تصعيد أو حرب مع اسرائيل، فالبيئة المسيحية الحليفة له وعلى وجه التحديد العونية لن تتعاطى مع أبناء الجنوب كما فعلت إبان عدوان تموز ، وهذا ما يعرفه الحزب جيدا، ربطا بالاوضاع الاقتصادية والمالية والمعيشية الصعبة التي يعاني منها البلد وتحميل بعض المكونات السياسية وقواعدها الشعبية الحزب مسؤولية ما آلت اليه الاوضاع، خاصة وان بعض العونيين لا يخفون تململهم من التحالف مع الحزب الى حد أن ثمة عونيين انتخبوا مرشحين للقوات في الانتخابات النيابية، ردا على أداء التيار وتحالفاته".
وعليه تقول الاوساط السياسية نفسها" إن المطلوب من حزب الله تبديد هواجس المسيحيين على أكثر من صعيد، والابتعاد عن اللغة التي يمكن ان تستغل ضده من قبل بعض اعلامه ومواقع التواصل الاجتماعي التابعة له"، مشيرة الى انه "بحاجة الى اعادة تقييم أدائه في المرحلة الماضية على المستوى الداخلي ليبني عليه في سياسته للمرحلة المقبلة".