أظهر العلم تقدما فيما يخص علاج فيروس نقص المناعة البشرية، حيث أعلن الأربعاء عن شفاء خامس حالة من المرض، مما يدل مرة أخرى أن تخليص الجسم من جميع نسخ الفيروس القابل للحياة أمر ممكن بالفعل، بحسب ما أفادت شبكة "أن بي سي نيوز" الأميركية، وصحيفة "واشنطن بوست".
جاء الإعلان خلال أعمال المؤتمر الدولي لمكافحة الإيدز في مونتريال، حيث تم تقديم حالة أخرى، أكدت على أنه يمكن تحفيز المناعة للتحكم في الفيروس المعروف بمرض "الإيدز".
في إحدى الحالتين، أفاد العلماء أن رجلا أميركيا يبلغ من العمر 66 عاما مصابا بفيروس نقص المناعة البشرية، وكذلك بالسرطان، في حالة تعافي طويل الأمد بعد تلقيه عملية زرع خلايا دم جذعية تحتوي على طفرة نادرة، مما يزيد من احتمالية أن يتمكن الأطباء يومًا ما من استخدام التعديل الجيني لإعادة إنشاء الطفرة وعلاج المرضى.
يستخدم النهج، الذي أثبت نجاحا واضحا في أربع حالات أخرى، الخلايا الجذعية من متبرع لديه شذوذ جيني نادر معين يؤدي إلى ظهور خلايا مناعية مقاومة بشكل طبيعي للفيروس.
في الوقت الحالي، تعد الطفرة الحاسمة القاتلة للفيروس نادرة، مما يترك العلاج غير متاح للغالبية العظمى من 38 مليون مريض مصاب بفيروس نقص المناعة البشرية، بما في ذلك أكثر من 1.2 مليون في الولايات المتحدة.
تنطوي عمليات زرع النخاع العظمي أيضا على مخاطر كبيرة، وقد تم استخدامها فقط مع مرضى فيروس نقص المناعة البشرية الذين أصيبوا بالسرطان.
في الحالة الأخرى، توصل باحثون من إسبانيا، إلى أن امرأة تلقت نظاما لتعزيز المناعة في عام 2006 في حالة "هدوء للفيروس"، ما يعني أنها لا تزال تأوي فيروس نقص المناعة البشرية القابل للحياة، لكن نظام المناعة لديها يتحكم في تكاثر الفيروس منذ أكثر من 15 عاما.
ولا توجد ضمانات للنجاح من خلال طريقة زرع الخلايا الجذعية، حيث فشل الباحثون في علاج فيروس نقص المناعة البشرية باستخدام هذا النهج في عدد كبير من الأشخاص الآخرين المصابين بالفيروس، بحسب الشبكة.
كما أنه ليس من الواضح أن نهج تعزيز المناعة المستخدم في المريضة الإسبانية سيعمل مع أشخاص آخرين مصابين بفيروس نقص المناعة البشرية.
وقال العلماء المشاركون في هذه الحالة لشبكة "أن بي سي نيوز" إن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم سبب نجاح العلاج على ما يبدو في المرأة، لقد فشل في جميع المشاركين في التجربة السريرية باستثناءها"، مشيرين إلى أنهم يحاولون تحديد، على سبيل المثال، ما إذا كانت جوانب معينة من جيناتها تتمكن من جعل الفيروس خاملا، وما إذا كان بإمكانهم تحديد مثل هذا المظهر الجيني لدى أشخاص آخرين".
والهدف النهائي من مجال أبحاث علاج فيروس نقص المناعة البشرية هو تطوير علاجات آمنة وفعالة ومقبولة، والأهم من ذلك قابلة للتطوير ليتم إتاحتها لشرائح واسعة من سكان العالم المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية.