"لم اندم على تأمين النصاب وإنتخاب الرئيس ميشال عون رئيساً للجمهورية اللبنانية، إذ كان هناك اتفاق مع الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري على انتخابه، وعون يمثّل حيثية مسيحية أساسية في جبل لبنان".
هذه الكلمات رددها رئيس الحزب "التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط خلال مقابلة صحافية أجريت معه في حزيران 2020 اي بعد مضي قرابة الـ 4 سنوات على انطلاق عهد الرئيس عون.
واليوم وبغض النظر عن ندم او عدم ندم الزعيم الدرزي الأول، يبدو ان سلوكه الحالي والمتوقع خلال الأيام المقبلة، أثار حفيظة حزب "القوات اللبنانية"، ما دفع النائب ستريدا جعجع الى اصدار بيان مفصل منذ أيام قليلة قامت من خلاله بتذكير جنبلاط بأهمية العودة الى الثوابت السيادية وعدم الخضوع أو الانجرار الى من حاول تطويقه انتخابيا بشتى الطرق والسبل الممكنة. والواضح أن البيان كان مغلفا بنفحة رئاسية ،وصدر ليقول بطريقة غير مباشرة ان مجاراة جنبلاط لـ" حزب الله" في أختيار الرئيس المقبل للجمهورية اللبنانية غير مقبول وبعيد كل البعد عن الهوى والتفكير اللذين يجمعانه بحزب "القوات اللبنانية".
وفي هذا الاطار، يرى مصدر مطلع، ان "البيان المذكور والذي يظهر المسافة الواسعة التي باتت تفصل (القوات اللبنانية) عن (التقدمي الاشتراكي)، يعبر وبطريقة غير مباشرة وغير علنية، عن عدم رضى (القوات) على احتمال اقدام نواب (اللقاء الديمقراطي) على لعب دور ايجابي في وصول رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الى سدة الرئاسة الأولى.
وهنا يبدو الموضوع مستغربا وغير منطقي، اذ ان (القوات اللبنانية) ومعها ( التقدمي الاشتراكي) عملا على ايصال الرئيس عون الى بعبدا وهو المرشح الأول لـ(حزب الله)، الذي مارس التعطيل لفترة طويلة جدا معتبرا ان وصول عون الى بعبدا أولوية وهدفا لا بد من بلوغه".
ويضيف المصدر" قد لا تكون المشكلة الفعلية عند (القوات اللبنانية) متمثلة في قرب فرنجية من (حزب الله)، انما قد يكون الخيار والقرار المتخذ في صفوف الحزب السيادي، يجزم بضروة عدم وصول رئيس تيار المردة الى سدة الرئاسة الأولى، وهذا ما تجلى بطريقة صريحة جدا حين ظهر لقاء معراب الى العلن، قاطعا طريق بعبدا انذاك امام فرنجية".
وفي سياق متصل ترى مصادر مقربة من جنبلاط ان"الحديث عن التفافة اواستدارة قام بهما رئيس (التقدمي الاشتراكي) هو غير صحيح وغير منطقي، وكل ما في الامر ان جنبلاط يدرك ويعلم جيدا ما هو الخطاب الواجب اتباعه في كل مرحلة من المراحل، ففي ظل الحرب الدائرة والمستمرة بين روسيا وأوكرانيا وفي ظل التسابق العالمي على الغاز وتداعياته الخطيرة، وفي ظل الأزمات الاقتصادية والصحية التي تجوب العالم، يرى زعيم المختارة ان المرحلة هي مرحلة الكلام الوطني والجامع البعيد كل البعد عن لغة التعصب والطائفية ومحاولة استفزاز الشريك الآخر في هذا الوطن".
وعن البيان الذي صدر عن النائب جعجع، تقول المصادر عينها ان "الوقت ليس للسجال وسنترك للأيام المقبلة وأحداثها حق الاجابة على البيان المذكور".
وحول التوجهات الرئاسية عند زعيم المختارة، اشارت المصادر الى ان " الوقت مبكر الى حد ما لحسم الخيارات، لكن التواصل وكما دائما قائم مع مختلف الشخصيات المارونية التي من الممكن ان تحمل مهام الرئاسة الأولى خلال الولاية المقبلة، وفرنجية هو واحد من المرشحين الذين نتواصل معهم، ومن غير المستبعد ان تجمعنا به عدة أهداف مشتركة، ما قد يدفع (المختارة) الى اختياره ليكون الرئيس المقبل للجمهورية اللبنانية".