خلت الساحة السياسية مع عطلة نهاية الأسبوع من كل التحركات المتصلة بملف تشكيل الحكومة أو بالملفات المالية والمعيشية فيما بدا واضحاً أن الاستحقاق الرئاسي وحده بدأ يحتل الحيز الأكبر من المشهد الداخلي سياسياً وإعلامياً. وهو واقع مرشح للتفاعل تباعاً في الأيام العشرة الأخيرة من الشهر الحالي قبل أن تحل بداية المهلة الدستورية لاستحقاق انتخاب رئيس الجمهورية الجديد منتصف ليل 31 آب – الأول من أيلول والتي ستدخل البلاد معها مرحلة مفصلية ومصيرية جديدة بكل المقاييس. ولعل تصاعد حماوة العد العكسي للمهلة الدستورية وسط الغموض الواسع الذي يغلّف المعركة الرئاسية شكل عاملاً من عوامل إعادة إذكاء جولات التساجل الإعلامية حول الاستحقاق خصوصاً بين الكتلتين المسيحيتين الأساسيتين أي "القوات اللبنانية " و"التيار الوطني الحر" في حين يتسم تعامل القوى الأخرى مع الاستحقاق بالكثير من الحذر والترقب.
وبحسب" النهار" ليس خافياً أن الأنباء المتواترة عن تطورات المفاوضات المتصلة بالملف النووي الإيراني أحدثت تأثيراً في حالة الترقب التي تسود معظم الأوساط اللبنانية إذ على رغم بعض المواقف التي يستبعد أصحابها تأثير هذا الملف الدولي – الإقليمي على واقع لبنان واستحقاقاته وازماته فإن ذلك لا يحجب توقع الكثيرين داخلياً وخارجياً أن يكون لإبرام اتفاق جديد حول الملف النووي انعكاسات غير قليلة على المنطقة ومن ضمنها لبنان.
وفي السياق الرئاسي أيضاً، وغداة خلوة "نواب التغيير" التي انتهت بتكليف النائبين ميشال الدويهي وملحم خلف بتحضير وثيقة وإنجاز صياغة المبادرة الرئاسية لإطلاقها في بداية أيلول مع بدء المهلة الدستورية، أشار النائب مارك ضو إلى "أن الخلوة تمحورت بشكل أساسي حول الاستحقاق الرئاسي وكان الاتفاق على خطوط عريضة للتحضير لمبادرة تضم نقاطاً أساسية".
وقال: "نعمل على طرح مبادرة ترسم إطار أولويات العهد المقبل لننشئ حاضنة سياسية له تعيد دور رئيس الجمهورية كحكم بين الرئاسات".
وقال: "للاستحقاق الرئاسي خطورة ودقة تجعل النواب التغييريين يتوحدون ليكون لديهم صوت واحد". واعتبر أن "هناك تطوراً لطريقة مقاربة الأمور لدى النواب التغييرين، فنحن الأقرب في وجهات النظر فيما بيننا ولكن نتمايز في بعض الملفات لأننا لسنا حزباً حتى في موضوع السلاح، لن نطرح مرشحاً تغييرياً من فريقنا فقط، بل سنفتح من خلال مبادرتنا حوارات مع كتل أخرى للتوصل إلى نقاط مشتركة". وشدد على أنهم كنواب تغييريين مع فكرة أن تتجمع المعارضة، ولكن لا اتفاق حتى الآن بين النواب التغييريين على تموضع القوات اللبنانية. وقال: "لا أعتقد أننا سنختلف مع القوات على مواصفات الرئيس ولكن علينا أن نرى إن كنا نتوافق على شخص الرئيس".