بالرغم من سعي رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل لعدم اعلان الانسحاب الكامل من المعركة الرئاسية واصرار قياديي تياره على فكرة بقائه مرشحا طبيعيا، الا ان الرجل مقتنع بأن حظوظه الرئاسية ليست مرتفعة، لا بل يرى ايضا، بحسب مقربين منه، ان بقاء "التيار" في الرئاسة بشكل مباشر خلال المرحلة المقبلة ليس مفيدا.
لا يريد باسيل القيام بخطوات متسرعة، فليس لرئيس "التيار" ما يخسره. حظوظه الرئاسية منخفضة جدا وواقعه الشعبي تراجع الى الحد الذي لن يتراجع بعده اكثر، لذلك فإن الضغوط السياسية باتت تصب على خصومه وحلفائه من المرشحين الحقيقيين للرئاسة الذين سيحاولون الاستفادة من المرحلة السياسية الحالية لتحسين ظروفهم مستعجلين الفوز بالسباق الرئاسي.
يدرك باسيل انه ممر إلزامي للرئاسة، ليس لانه صاحب كتلة نيابية مسيحية كبيرة فقط، بل لان حليفه "حزب الله" لن يقبل برئيس يستفزه او يتجاوزه. يجب ان يرضى باسيل عن الرئيس المقبل لكي يخوض الحزب معركته، هذا بما يتعلق بالحلفاء، اما الخصوم فالحزب في الاصل لن يسهل وصولهم الى بعبدا.
امام باسيل خيارين، الاول هو دعم مرشح جدي للرئاسة كسليمان فرنجية مثلا او قائد الجيش وغيرهما ليكون جزءا من تسوية رئاسية تؤمن له استمرار نفوذه داخل السلطة وتحصن مصالحه السياسية، وهذا امر يفضله "حزب الله" وقد يسعى اليه بشكل علني ليساهم في حسم باسيل مسألة دعمه لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية.
اما الخيار الثاني لباسيل فيكمن في الاتفاق مع احد المرشحين على شخصية مشتركة ليتم ايصالها الى القصر، وهذا ما يمكن اعتباره الخيار الافضل لباسيل لانه عندها لن يساهم عندها في ايصال احد منافسيه الموارنة الى رئاسة الجمهورية مع ما يستتبع ذلك من امكانية استقطاب سياسي وشعبي وامكانية تجيير للخدمات، وهذا كله لن يصب في المصلحة الباسيلية.
افضل سيناريو لباسيل ان يمكن من الاتفاق مع احد الاقطاب المرشحين للرئاسة على شخصية ضعيفة يؤمن لها دعمه للوصول الى بعبدا، وعندها يحقق عدة اهداف اولها انه لن يعطي الفرصة لزعيم بعينه ليكون في رأس الهرم والسلطة، وثاني الاهداف انه عمليا سيبقى في الحكم وان بمستوى اقل، وثالثا سيكون لديه قدرة على التأثير على قرارات الرئيس الجديد الذي ساهم في اختياره.
سيحاول باسيل المناورة بأعصاب باردة لكي يتمكن من فرض شروطه الرئاسية واحدى ابرز هذه الشروط والرغبات هي اختيار رئيس من خارج النادي التقليدي، لكنه في النهاية يملك خيارات اخرى منها التسويات الثنائية مع المرشحين ودعم احدهم او اعادة تعويم نفسه في لحظة سياسية مناسبة في حال طال الفراغ الرئاسي.