شكّل حديث رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى صحيفة "الجمهورية" تتويجا واضحا لمسار المواقف التي دأب على اعلانها والتهديد بها صهره رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل.
ومن المتوقع ان تشكل مواقف رئيس الجمهورية محور متابعة حثيثة، كونها اكدت ان ثمة خطة يتم الاعداد لها لمرحلة انتهاء ولاية رئيس الجمهورية وخروج عون من قصر بعبدا.
واذا كان عون قد كشف "انه بدأ بإرسال اغراضه الخاصة تباعا الى منزله في الرابية وسينتقل اليه اليه عند الثانية عشرة منتصف ليل 31 تشرين الأول المقبل، لا دقيقة أقل ولا دقيقة اكثر"، فانه في المقابل أمل "ان يسلّم القصر الى رئيس جديد، فإن تعذر ذلك، الى حكومة أصيلة مكتملة المواصفات والصلاحيات".
وفي كشف واضح لما يتم تداوله همسا او عبر مصادر " التيار" قال عون"ما لم يُنتخب رئيس للجمهورية أو تتألف حكومة قبل 31 تشرين الأول المقبل، وإذا أصرّوا على ان "يزركوني"، فإنّ هناك علامة استفهام تحيط بخطوتي التالية وبالقرار الذي سأتخذه عندها".
وفي تهديد مباشر قال عون "لديّ شعور بأن العرقلة متعمّدة، لكي يضع الرئيس ميقاتي ومن معه وخلفه ايديهم على البلد عبر حكومة تصريف أعمال لا تتوافر فيها شروط الحلول مكان رئيس الجمهورية، واذا نشأ مثل هذا الوضع النافر فأنا لن أرضخ له وسأواجهه".
ولم يكشف عون عن الطريقة التي سيواجه فيها، لكنه دعا الرئيس ميقاتي الى "التقاطها والتعامل معها بجدية، لا ان يأتي لزيارتي بضعة دقائق وبعدين بيحمل حالو وبيمشي...».
وبحسب المعلومات فان عون كان فاجأ الرئيس المكلف في الاجتماع الاخبر بينهما بسلة مطالب وشروط، سبق لباسيل ان حددها في اكثر من مناسبة، مما دفع ميقاتي الى الخروج مستاء، ليكشف رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد ايام قليلة" ان لقاء عون- ميقاتي الاخير كان الاسوأ بينهما.
وفي حديثه كشف عون بعض هذه المطالب فقال «انّ المطلوب من ميقاتي أيضا إقناع الرئيس بري بالتجاوب مع إقرار مراسيم ترقية الضباط من رتبة عميد، وتعيين عمداء كليات الجامعة اللبنانية وكذلك تسهيل تعيين هيئة رؤساء التمييز لاعادة إطلاق التحقيق في جريمة انفجار المرفأ المجمّد منذ اكثر من ثمانية اشهر، وغيرها من الأمور العالقة..."
ويمضي عون في تصعيده قائلا: "ومن يظن انني سأنتهي عقب مغادرتي قصر بعبدا، سأخيّب أمله كما خاب حين خرجتُ من بعبدا عام 1990 وظنّوا آنذاك انهم تخلصوا مني، ليتبيّن لهم بعد حين انني خرجت من القصر لأعود الى الجغرافيا والتاريخ".
وتعليقا على قول عون " لماذا يخافون مني ويتكتّلون لمواجهتي بهذا الشكل؟"، قال مصدر مراقب "ان خوف اللبنانيين الحقيقي هو من نهج تدميري اوصلهم الى قعر جهنم، وبات اقصى حلمهم ساعة كهرباء ورغيف خبز.ولذلك فهم ينتظرون بارقة أمل تنتشلهم مما يعيشونه، وقدر بعضهم السيء انهم يعيشون تجربة مريرة مكررة".