فرنسا مجدداً على خط الاستحقاقات اللبنانية، واستكمال تقديم الدعم للخروج من ازماته. فقد شهدت باريس محادثات فرنسية - سعودية عنوانها لبنان وتطوراته واستحقاقه الرئاسي.
في الشكل، هو اللقاء الرابع بعد ثلاثة شارك فيها مسؤولون من البلدين. وهذه المرة شارك فيه عن الجانب السعودي المستشار في الديوان الملكي نزار العلولا والسفير السعودي في لبنان وليد بخاري وعدد من المسؤولين في الخارجية السعودية، وعن الجانب الفرنسي المستشار الرئاسي لشؤون الشرق الاوسط وشمال افريقيا باتريك دوريل. وتقول مصادر معنية ان طبيعة المشاركة في اللقاء تدلّ الى الأهمية التي يوليها الطرفان بالوضع اللبناني.
اما في مضمون الاستحقاق الرئاسي فكان اتفاق على ضرورة اجرائها في موعدها الدستوري من دون الدخول في الاسماء، خصوصاً ألا مرشحاً رئاسياً مفضلاً لفرنسا. لكن ثمة رؤية مشتركة من الطرفين وكذلك من الدول المعنية بأزمة لبنان الا ينتمي الرئيس العتيد الى فريق ٨ آذار وبأن يكون توافقياً مقبولاً عربياً ودولياً، يعيد تصحيح العلاقات اللبنانية - العربية، وكذلك يعيد "سيادة قرار الدولة الى مؤسساتها الرسمية بعيداً من هيمنة "حزب الله"، وهذا ما أكد عليه الجانب السعودي"، وفق المصادر . علماً ان لفرنسا تواصلاً دائماً مع الحزب عبر السفيرة الفرنسية في لبنان آن غريو، اذ ان الاليزيه ترى ان "حزب الله" مكوّن رئيسي في لبنان ولا يمكن تجاهله او استبعاده.
ووفق المصادر عينها فإن النقاش في ضرورة تطبيق الاصلاحات ومساعدة لبنان عبر برنامج صندوق النقد الدولي، فتح الباب على التشديد السعودي على ان عودة العلاقات مع لبنان ترتبط بالاستحقاقات المقبلة رئاسياً وحكومياً. وهنا كانت "دعوة" فرنسية للمملكة بعدم ترك الساحة اللبنانية وخصوصاً السنّية كي لا يحصل فراغ، اذ ان للطائفة السنّية دوراً أساسياً في النظام اللبناني ونشأته. وعلى المملكة الاهتمام بلبنان بقدر اهتمامها بالوضع العراقي، خصوصاً ان الوضعين غير منفصلين ومتشابهين، كما لا يجب ترك لبنان بل من المفضّل مدّ يد العون له.
وربطت المصادر بين اللقاءات الفرنسية - السعودية في باريس وبين الكلام عن دعوة مفتي الجمهورية للنواب السنّة الى لقاء جامع وامكان العودة السعودية الى الساحة اللبنانية من باب الاستحقاق الرئاسي.