ستشهد نهاية الاسبوع غداً السبت الحدث المنتظر في دار الفتوى، حيث يجمع المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان اكثرية النواب السنّة على اختلاف مشاربهم، للبحث في القضايا المصيرية والوطنية والدستورية والاتفاق على موقف واحد حيالها.وتأكد لـ «اللواء» من مصادر متابعة لتحضيرات اللقاء ان 24 نائباً اكدوا حضورهم وامتنع ثلاثة هم الدكتور اسامة سعد وحليمة قعقور وابراهيم منيمنة. وان مواضيع البحث هي ذاتها التي جرى تداولها ولم يطرأ اي بند جديد.
وكتب كمال ذبيان في" الديار": تلقى مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان دعماً وتأييداً من السعودية لمبادرته دعوة النواب من الطائفة السنية الى لقاء سيكون له الطابع التشاوري في دار الفتوى بعد غد السبت.
تضيف المصادر ان دار الفتوى تحترم الآراء، لكن دون ان يتحول اللقاء للتصويب عليها وعلى المفتي دريان، الذي كل ما يريده من اللقاء ان يتم البحث والتشاور فيه بالقضايا الساخنة، والتي يجب ان يشكل مساحة حوار للوصول الى المشترك بين المجتمعين، وتشير المصادر الى ان لا جدول اعمال اللقاء، لكن كلمة دريان ربما تكون هي مادة للنقاش، والتي تتلخص بعناوين اساسية، سبق ان جرى التطرق اليها من كل الاطراف، حيث ستتضمن كلمة الافتتاح لمفتي الجمهورية، والتي ستنقل مباشرة على القنوات التلفزيونية مسائل اساسية تتعلق بتطبيق اتفاق الطائف، وتعزيز العلاقات مع الدول العربية، والاستحقاق الرئاسي، اضافة الى الازمات التي يعيشها اللبنانيون من مالية واقتصادية واجتماعية ومعيشية، والانهيار الذي يمر به لبنان على كل المستويات.
وفي ضوء المناقشات التي ستجري في لقاء دار الفتوى، وما سيصدر عنه، سيتقرر ما اذا كان سيتكرر، ويتحول الى مؤسسة سياسية، تساند مفتي الجمهورية، ام يكون اللقاء الاول والاخير؟ الجواب على ذلك، لا تملكه دار الفتوى الا بعد حصول اللقاء وما يتفق عليه النواب، وكل الاحتمالات واردة، انما ما يمكن تأكيده هو ان اللقاء يبدو ناجحا مع تلبية غالبية النواب السنة الدعوة، وان دريان سيطرح ما اذا كان المجتمعون يحبذون استمرار اللقاء وآلية عمله، وهذا الموضوع متروك الى ما سيدور في اللقاء ومستوى النقاش الذي سيحصل بين المجتمعين، وهم من قوى سياسية وحزبية مختلفة ومن جذور فكرية وسياسية متباعدة.
وذكرت «الأخبار» أنه برغم دعم السعودية «اللقاء السياسي السني الجامع» الذي تستضيفه دار الفتوى غداً السبت، فإن السفير البخاري قرّر توجيه دعوة إلى النواب لاجتماع في دارته، بعيد موعد اجتماع دار الفتوى تماماً. وتبيّن أن المفتي عبد اللطيف دريان طلب تعديل موعد اجتماع النواب، بحيث قدّمه ساعة وحدّده في الرابعة بعد الظهر، بدلاً من الخامسة.
وكان عقد تجمع حاشد في مجمع seaside arena، حضره عدد كبير من الوزراء والنواب السابقين، وقيادات سياسية ومديرون عامون وفعاليات إقتصادية وإجتماعية ونقابية ورؤساء بلديات ومخاتير وفعاليات من المجتمع المدني، لدعم مبادرة المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان الوطنية بجمع النواب المسلمين السنّة لحماية الدولة بركائزها الدستورية.
وقال شقير في «النداء»: «مما لا شك فيه، أن الوطن يمر بأصعب الظروف على الإطلاق وعلى مختلف المستويات... الدولة مفلسة ومؤسساتها تتفكك وتتحلل، وذلك يظهر جلياً من خلال توقف عمل الإدارات، ومعاناتها من فقدان الكهرباء، وأبسط المستلزمات، يشمل ذلك حتى قصور العدل.
وقال شقير: «على هذا الأساس، نعلن الآتي:
اولاً: نقدر ونثمن عالياً الدعوة الموجهة من سماحة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان للسادة النواب المسلمين السنة من كل المناطق اللبنانية للاجتماع بدار الفتوى بتاريخ 24 من الشهر الجاري؛ ونرى في الدعوة والاجتماع بادرة وطنية جامعة؛ تجمع ولا تفرق؛ وتنير الطريق للنهوض والتوازن الوطني؛ وتساهم بشكل فعال بتصحيح مسار الوطن؛ واخراجه من الانحدار والانزلاق الخطير الذي تشهده الساحة اللبنانية على كافة الصعد السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
ثانيا: نهيب بالنواب المجتمعين بدار الفتوى برعاية مفتي الجمهورية وندعوهم باسم اللبنانيين جميعاً لأن يوحدوا صفوفهم؛ ويتحملوا مسؤولياتهم الوطنية والتاريخية مع بقية اخوانهم النواب اللبنانيين لأن يكون لبنان الوطن أولاً واخيراً بالنسبة لاهتماماتهم؛ وان يتلاقوا للالتزام بالاستحقاقات الدستورية؛ وبنص وثيقة الوفاق الوطني المعروفة باتفاق الطائف لانقاذ البلاد والعباد من حالة الفوضى والتمزق والضياع والانهيار الذي أخرج لبنان عن دوره الحضاري الذي ميزه ليكون ملتقى الحضارات والثقافات والتنوع في هذا الشرق العربي الأصيل.
ثالثا: نحن على ثقة تامة بأن الاجتماع النيابي بدار الفتوى سيكون لقاءً وطنياً بامتياز بعيداً عن أية مشاريع طائفية أو مذهبية؛ وبداية الطريق لإعادة النهوض بالدولة ومؤسساتها؛ ليبقى لبنان سيداً حراً عربياً مستقلاً؛ ووطن العيش الواحد والتنوع؛ لجميع أبنائه الحريصين على بناء الدولة الوطنية الجامعة والعادلة والحاضنة للبنانيين جميعاً».