دعا شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى "اللبنانيين الى الاستمرار في مواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والوطنية وعدم اليأس، في دولة نخرها الفساد وتطاولت عليها الأيادي من داخل ومن خارج، ولم يقو أبناؤها على تطبيق دستورهم وتحديث إدارتهم، كما لم تتح التدخلات الخارجية وصراعات المحاور المجال للوطنيين المخلصين للاصلاح والإنقاذ".
كلام أبي المنى جاء في لقاء دعا اليه عضو المجلس المذهبي الشيخ فادي العطار في منزله في بلدة كفرنبرخ الشوف، بمشاركة نواب "اللقاء الديموقراطي". وجاء في كلمته:
"من لا يذكر تاريخه لا يرجى مستقبله، ولكن الواجب يقضي ألا نكتفي بذلك وأن نكمل المسيرة ونواجه التحديات، وما أكثرها في هذا الزمن، تحديات اجتماعية واقتصادية وسياسية ووطنية، في دولة نخرها الفساد وتطاولت عليها الأيادي من داخل ومن خارج، ولم يقو أبناؤها على تطبيق دستورهم وتحديث إدارتهم والاستفادة من فرادة بلادهم، ولم تتح التدخلات الخارجية وصراعات المحاور المجال للوطنيين المخلصين للإصلاح والإنقاذ، ولكن المؤمنين بتاريخهم والمتمسكين بأرضهم والأقوياء بولائهم للوطن لا ييأسون ولا يحبطون، بل يزيد ثباتهم وتماسكهم وتعاضدهم كلما زادت الصعاب، ونحن في هذا الجبل مؤمنون متماسكون متعاضدون، ومعا سنعمل لمستقبل أبنائنا بدافع من ضمير وإرادة وإيمان".
أضاف: "مهمتنا متشعبة ونحن نعمل معا على تطوير العمل وتحديث الأداء، وما ينتظرنا كثير وجدير بالاهتمام، من الشأن الوطني وما يتطلبه من تأكيد الحضور وفعالية الشراكة، إلى الشأن الاجتماعي وما يوجبه من مساعدة الناس والاهتمام بحل قضاياهم، إلى شؤون الأوقاف والمزارات والاغتراب والجمعيات الدرزية وشؤون التربية والتثقيف الديني، إلى شجون المشاكل المالية والإدارية في ظل أوضاع البلاد وأزمات المصارف وانهيار العملة. مهمة ثقيلة تحتاج إلى الإخلاص والاندفاع والتعاون والدعم، وإلى أصدقاء ومستشارين ومتطوعين أمثال الشيخ فادي وسواه من أولي الغيرة والخبرة والعلم والتقوى".
من جهة ثانية استقبل شيخ العقل في دارته في شانيه متروبوليت جبيل والبترون وتوابعهما للروم الأرثوذكس المطران سلوان موسى، يرافقه عدد من الكهنة من قضاءي عاليه وبعبدا ومواطنون من الجوار. وتخلل اللقاء حديث وروحي عن "واجب التشارك والعيش معا وضرورة الارتقاء بالمفهوم الديني الى غاياته السامية، كي لا يكون هناك مجال للتعصب والكراهية والتنافر"، كما كان تأكيد على "أهمية مصالحة الجبل والعمل على تحصينها وتعميقها بالعمل الاجتماعي والمؤسساتي المشترك".