قطعت زيارة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أمس الطريق على مزايدات طائفية مقيتة، اعتاد "التيار الوطني الحر" النفخ "في نارها" كلما وجد نفسه في موقف حرج.
وجاءت الرسالة الاقوى في تصريح ميقاتي بعد الزيارة في التشديد على ان "الاولوية يجب ان تكون لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، بغض النظر عن الشخص وعن اراء كل فريق".
اما الرسالة الثانية في الملف الحكومي فهي التأكيد "أنه شخصيا آخر شخص يتحدث عن الطائفية ومؤمن بلبنان ووحدته وبناء الدولة. ويجب ان نتفادى الحديث اليوم عن اي امور تؤدي الى مزيد من الشرذمة، والتحدث بما يقرب بين جميع اللبنانيين ولا يبعدهم عن بعضهم البعض".
وفي المعلومات المتوافرة عن اللقاء ان رئيس الحكومة وضع البطريرك في صورة الجهود التي يقوم بها لاتمام الملف الحكومي منذ تقديمه تشكيلته الحكومية الى الرئيس عون. كما وضعه في اجواء العراقيل التي تواجه مهمته، اضافة الى بعض القضايا المرتبطة بعمل الحكومة في المجالات الاقتصادية والمالية، وهذا الامر كان القاسم المشترك الاساس بينهما، في ضوء الضغوطات الاجتماعية الكبيرة التي تواجه اللبنانيين.
في الملف الحكومي، تفيد المعلومات ان الاتصالات والمساعي المستمرة لم تفض حتى الساعة الى نتائج ايجابية وان الامور متوقفة عند العقد المتتالية التي افتعلها رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، مدعوما بموقف واضح من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون. وأبرز عقدة هي مطالبة باسيل بتغيير خمسة وزراء يزعم ان "ميقاتي بلعهم"، اضافة الى الاصرار الملتبس على تمرير مرسوم تجنيس كانت فاحت "رائحة التحضير له" قبل فترة، الامر الذي رفضه رئيس الحكومة بشدة.
ووفق المعلومات فان جولة جديدة من الاتصالات الحكومية بدأت، في تسابق واضح مع الوقت، على امل ان تفضي الى نتيجة وان يتراجع زعيم "التيار" عن العرقلة، واللعب على الاوتار الطائفية والتجييش الطائفي الذي لا مكان له في أحكام الدستور والصلاحيات.