كتب طوني كرم في" نداء الوطن": على الرغم من غياب الحماسة حول مآل جلسة 13 تشرين، إلّا أنها تطلق العدّ التنازلي لتحديد مواقف القوى السياسيّة وخياراتها من الإستحقاق قبل الولوج في عمليّة التفاوض الفعليّة، وتقليص الشغور في سدة الرئاسة الأولى، بعد تيقّن جميع القوى السياسيّة من عدم قدرتها على انتخاب رئيسٍ من صفوفها. وترى جهات متابعة عن كثب للمخاض الرئاسي، أن الإنتهاء من مرحلة التصويت الأولى لمرشحي الكتل النيابيّة، من دون قدرتهم على تأمين ظروف النجاح لأيٍّ من الأسماء المطروحة لا يعني على الإطلاق أن التفاوض حول تأمين ظروف النجاح للأسماء «الوسطيّة» يهدف إلى إيصال رئيسٍ مساومٍ كما يتصوّر البعض، وسط تداول العديد من الأسماء التي تمّ إسقاطها على طاولة التفاوض والمبادرات الرئاسيّة بحكم خبرتها وتجربتها ورؤيتها للشؤون السياسيّة اللبنانية والقادرة على إعادة استنهاض لبنان.ولا يخفي بعض الأسماء «الوسطيين» غياب التواصل الجدي والتباحث في القضايا المطروحة معهم، من قبل غالبيّة القوى السياسيّة المعنية في تفاصيل الإستحقاق، رغم وضوح المنحى بأن المرحلة تتطلب شخصاً توافقياً وسطياً وليس تسووياً، ينطلق من مواقفه المبدئية والثقة الوطنيّة حوله، ليشكل محطّ ثقةٍ دوليّة وعربيّة، تخوله المضي بعملية إنتشال لبنان من الدرك الذي وصل إليه، عبر إعادة الحياة لمؤسسات قادرة على الإستجابة لمتطلبات المواطنين الكبيرة، والتي لا يمكن تحقيقها إلّا من خلال إنتخاب رئيسٍ قادرٍ على التحاور والتواصل مع غالبيّة القوى السياسيّة بعيداً عن الإصطفافات الحزبيّة الضيقة.وفي متابعة لمواقف القوى السياسيّة، لم يسجّل تقدّم لأيٍ من الأطراف أو الخيارات على حساب طرفٍ آخر، مع توجه الكتل النيابيّة إلى إعادة تكرار سيناريو الجلسة الأولى لإنتخاب الرئيس، على أن تحسم الساعات الأخيرة مآل الإتصالات بين «النواب الـ 13» لإختيار مرشحهم بطريقة أكثر «عقلانيّة» بعد الإنتقادات الجمّة التي طالتهم جرّاء إختيارهم سليم إده والتصويت له، مع علمهم المسبق بعدم رغبته في خوض غمار الإستحقاق، لتقتصر خياراتهم عشيّة جلسة 13 تشرين على واحد من المرشحين المفترضين، يتقدمهم الوزيران السابقان ناصيف حتي وزياد بارود، كما النائب السابق صلاح حنين، الذين وعلى الرغم من إنتظار التوقيت الملائم لقول كلمتهم، فإن المداولات وضعتهم في صلب الإستحقاق.