عندما لم يعد "الحمام بالكَيْلة" يفرّق بين أبناء الطبقة الميسورة والطبقة المحتاجة بل وضعهم جميعاً في "الزوم" نفسه، علمنا أن المشكلة جدّية. إلا أنه مع اقتراب فصل الشتاء، حضر همّ تأمين المياه الساخنة ليزيد على العائلات "غير المرتاحة" همّاً جديداً وسط الحلول المتاحة، بالطبع بعيداً من الكهرباء. فعلى أي لغم سيختار اللبناني الرقص وهو يحاول أن ينجّي نفسه من الإشتراكات المرتفعة ويحدد خياراته لمياه الشتاء الدافئة، المازوت، الحطب، الغاز، أو الطاقة الشمسية؟
لا حلّ سوى بالغاز.. ولكن!
أشار أحد الصناعيين في مجال صناعة السخانات، إلى أنه في الشهرين الأخيرين، من الملاحظ أن الناس تتجه بالإجمال إلى سخانات المياه التي تعتمد على الغاز بشكل كامل، وبنسبة أقل على سخانات الكهرباء- غاز، الكهرباء- مازوت، أو الكهرباء- حطب، كلّ بحسب قدرته ومحلّ سكنه"، لافتاً إلى أن خيار الكهرباء يبقى "الأفضل والأكثر أماناً لو كنا في بلد غير معتم كلبنان، إلا أن الظروف الحالية أجبرت غالبية المواطنين على الإتجاه نحو سخانات الغاز".
وعزا الصناعي هذا الخيار في حديث لـ"لبنان 24" ، إلى كون "اشتراكات المولّد مرتفعة في ظل الغياب شبه التام لكهرباء الدولة في معظم المناطق، وسعر صفيحة المازوت مرتفع جداً إذ بلغ نحو 880 ألف ليرة لبنانية وهو رقم كان كفيلاً بأن يجعل المواطن يفكّر بحلول بديلة للتدفئة وتسخين المياه في الشتاء، كما أنه ليس بقدرة الجميع تركيب ألواح الطاقة الشمسية للاستفادة منها كون سعرها بدوره مرتفع فضلاً عن أن فعاليتها تنخفض في فصل الشتاء مع انخفاض حدّة الشمس".
وعن خيار الحطب، قال إنه يعتبر الأفضل بالنسبة لسكّان الجبال أو لمن لا جيران لهم ولا يمكن تركيبه في بيروت بهدف تسخين المياه، وذلك لأن السخان على الحطب يحتاج إلى داخون، الأمر الذي قد يزعج المحيطين بأهل البيت".
من هنا، اعتبر الصناعي أن الغاز هو الحلّ الأفضل في هذه الحالة، إذ أن سخان المياه لعائلة مؤلفة من 5 أشخاص، يحتاج إلى قارورة غاز واحدة طيلة الشهر، أي بكلفة ما يقارب 440 ألف ليرة لبنانية وباستخدام يومي تقريباً وهو الأدنى كلفة بين الخيارات مجتمعة.
وتحدّث أيضاً عن الكلفة فقال، إن أسعار سخان الغاز تتراوح بين الـ150$ إذا كان مصرياً أو صينياً، أمّا إذا كان ألمانياً فيصل سعره إلى حدود الـ300 أو 350$، بينما سخان المياه الذي يعتمد على الكهرباء والغاز في آن واحد المصنّع في لبنان، فأشار إلى أن سعره يبدأ من 120$.
ومن الناحية التقنية، نوّه بأن تركيب سخان المياه على الغاز سهل، إذ يتمّ تعليقه على الحائط مع 3 نباريج للمياه الباردة، الساخنة، وللغاز. كما شدد على أنه خلافاً لسائر الأنواع، فإن سخان المياه على الغاز أسرع من غيره في تسخين المياه، فبدلاً من قضاء 3 ساعات في الانتظار اذا كان كهربائياً، يسخّن الغاز المياه في غضون دقائق قليلة.
وبالرغم من حسنات هذا السخان، إلا أنه سيف ذو حدّين على حدّ وصف الصناعي.
إذ قال إن سخان الغاز يحتاج إلى دقّة لناحية التركيب والعناية، فهو يشكلّ 20% من الخطر الداهم داخل المنزل، لذا من المفضّل عدم وضعه داخل الحمام خاصة وأنه متّصل بداخون يخرج منه الغاز السام، كما أنه من الضروري وضع قارورة الغاز في مكان مكشوف لمراقبة أي تسرّب منها قد يؤدي إلى كارثة.
تحذيرات وتوصيات
ومنذ سنوات عدّة، أجرت اللجنة اللبنانية للوقاية من الحرائق (LFPC) بالتعاون مع مؤسسة الابحاث العلمية (SRF) دراسة حول أخطار سخانات المياه وكيفية الوقاية منها، خاصة في حال تمّ استخدامها بشكل مهمل، فتسبب حوادثها خسائر بشرية ومادية فادحة.
وعن أسباب انفجار سخانات المياه، أشارت الدراسة إلى أن بعض المواطنين قد يهمل استبدال السخان في حال تلفه أو قد يغضّ النظر عن اجراء الصيانة اللازمة له، فضلاً عن أن عطلاً ما في جهاز تنظيم درجة الحرارة "الترموستات" أو عدم وصول الماء إلى السخان بطريقة منتظمة قد يؤديان أيضاً إلى انفجاره.
إلى ذلك، يمكن ان يؤدي تسرب الغاز من القارورة أو من أنابيب التوصيل، أو احتراق الحطب إلى إختناق أفراد العائلة.
لذا توصي اللجنة اللبنانية للوقاية من الحرائق بتثبيت قارورة الغاز خارج الحمام، وإقفالها بعد الإنتهاء من استعمالها، فضلاً عن التأكد من سلامة تمديدات الغاز أو تمديدات تصريف الدخان، وخلوها من أي تسريب.
وتشدد اللجنة على ضرورة ضبط حرارة المياه بواسطة "الترموستات" على درجة حرارة أقل من 70، تنظيف جهاز تسخين المياه الكهربائي دورياً، و فصل التيار الكهربائي في حال انقطاع المياه عن السخان وفي حال عدم استعماله.