بالرغم من وجود بعض المؤشرات الايجابية لدى الافرقاء السياسيين الاساسيين بشأن الانتخابات الرئاسية، الا ان المرجح بشكل كبير هو عدم حصول اي تقدم والذهاب الى الفراغ الرئاسي الذي سيدوم لفترة طويلة قبل الاتفاق بين المعنيين، في الداخل والخارج، على اسم رئيس جديد للبلاد.
اصحاب نظرية الوصول الحتمي للفراغ، يعتبرون ان كل القوى السياسية لديها مصلحة بعدم انتخاب اي رئيس للجمهورية في هذا التوقيت لذلك، فهي لا تقوم بجهود حقيقية للوصول الى تسوية مع حلفائها او مع خصومها تؤدي الى تأسيس اكثرية نيابية قادرة على ايصال رئيس جديد.
وترى مصادر مطلعة ان "حزب الله" قادر مثلا، من خلال قيامه بجهود اضافية، على الوصول الى اتفاق سياسي بين حلفائه وتحديدا بين رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، وهذا الاتفاق قد يكون على اسم فرنجية او على اسم اخر، وقد يتضمن ضمانات يقدمها اي الطرف للاخر .
لكن الحزب عمليا لم يبدأ اي حراك جدي او مكثف، حتى انه لم يعلن عن اي اسم ليدعمه مع حلفائه، بل يكتفي بسياسة الورقة البيضاء وتطيير النصاب وهذا امر يعني انه يريد تأجيل الحسم في الاستحقاق الرئاسي لشعوره ان التطورات الاقليمية والدولية قد تصب في مصلحته فيتمكن عندها من ايصال رئيس جديد متحالف معه.
كذلك التيار الوطني الحر، اذ يسعى رئيسه الى تأجيل اي حسم رئاسي لانه لا يزال يعتقد ان هناك امكانية لان يعود في لحظة ما قادرا على طرح نفسه كمرشح حقيقي للرئاسة، فلماذا يستعجل اليوم باعطاء التزامات لخصومه او لحلفائه ما دام هناك امكانية لعودته شخصيا الى بعبدا بعد تبدل الظروف في المنطقة؟
اما القوات اللبنانية، فهي، وبالرغم من كل ما تحاول الايحاء به من دعم للنائب ميشال معوض، الا انها تنظر اليه في نهاية المطاف كخصم على الساحة المسيحية وحليف لحزب الكتائب المنافس الفعلي للقوات في اكثر من منطقة لبنانية، فلماذا الاستعجال اليوم لايصاله هو في حين هناك امكانية لحصول اتفاق بين القوات وخصومها على شخصية مشتركة تكون اقرب للقوات من معوض؟
معظم القوى الاساسية تحاول تحسين وضعيتها السياسي وتعمل بشكل بالغ الجدية على تأجيل الحسم الرئاسي. حتى الرئيس نبيه بري لا يظهر اي استعجال خصوصا ان مرشحه الاساسي اليوم، اي فرنجية، لا يملك اكثرية نيابية ويحتاج الى انضاج المزيد من الظروف لكي يضمن فوزه بالرئاسة....