يوم واحد باق ويسدل الستار على عهد الرئيس ميشال عون، من دون أن يسدل على تبعاته السياسية والاقتصادية والأمنية والمعيشية.
يوم ويدخل لبنان في فراغ كان منتظرًا بعد فشل الجلسات الانتخابية السابقة التي دعا إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري، ليوجه دعوة بعد ذلك إلى حوار سياسي بين الأفرقاء السياسيين، شكلت استفزازًا للرئيس عون والتيار الوطني الحر، ما دفع عون إلى شن هجوم عليه خلال مقابلته الخميس في عدد من الملفات، متهمًا إياه بعدم احترامه مبدأ فصل السلطات والتعدي على صلاحياته، فضلًا عن اتهام وزارة المالية بأنها مسبب في الأزمة المالية.
فما سر هذا الهجوم على بري؟ وإلى أين يتجه لبنان بعد نهاية العهد؟
يرى مراقبون أن "مما لا شك فيه أن التيار الوطني الحر وحركة أمل كانا مع بعضهما بحكم الضرورة والسياسة لكن الخلافات بينهما كبيرة والرئيس عون بخطابه الخميس كان يحاول البرهنة لأنصاره أنه صحيح أنه لم يحقق إنجازات وهذا اعتراف ضمني من خلال حديثه إلى أنه ليس هو من أفشل العهد بل مُنع من تحقيق الإنجازات عن طريق بري وغيره"، مشيرين إلى أن عون كان يحاول أيضًا من خلال هجومه "شد العصب المسيحي لأننا قادمون على مواجهة كبيرة في البلاد والانقسام سوف يكون على الطائف".
من جهة أخرى فإن بري استفز عون وفق المراقبين "من خلال دعوته إلى الحوار في ما يخص الانتخابات الرئاسية ما اعتبر أنه تعدٍّ على صلاحيات رئيس الجمهورية"، وبالتالي تشير المصادر إلى أن "التيار الوطني الحر لم يشارك في طاولة الحوار التي دعا إليها بري".
ويقول المراقبون إنه "للأسف الشديد أن الملف الرئاسي خرج من يدنا وأصبحت الأزمة اللبنانية بيد الدول الكبرى وكلما مضى الوقت تتعقد الأمور أكثر خصوصًا تزامنًا مع الخلاف المستجد السعودي الغربي الذي سوف يؤثر على لبنان وبالتالي نحن كما اعتدنا موجودون في قلب الصراعات الإقليمية والدولية"، ولذلك وفق المصادر "فنحن دخلنا منذ فترة بالفراغ والحلول الداخلية أو الحوار الذي دعا إليه الرئيس بري لن يستطيع أن ينتج رئيسًا".
ويشير المراقبون إلى أن "معركة التيار الوطني الحر مستقبلًا سوف تكون أشرس بالأخص لما يروج حاليًّا عن محاولة لتغيير الطائف الذي ظهر واضحًا بعدما تحدث عون عن موضوع رئاسة الحكومة والتعطيل وعدم وجود مهل وهذا يتضمن هجومًا على أركان الطائف المتمثلة خصيصًا برئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس مجلس النواب نبيه بري".
في السياق تشير المصادر السياسة إلى "وجود حديث عن تحضير السفارة السعودية لمؤتمر تشارك فيه أطراف سياسية سنية لدعم الطائف ولذلك ستكون المرحلة المقبلة عبارة عن استشراس في الهجوم على الطائف من جهة واستشراس في الدفاع عنه من جهة أخرى".
تجدر الإشارة إلى أن الفراغ الرئاسي المقبل سيكون "أخطر فراغ" على لبنان كما يصفه المراقبون.
وفي هذا الإطار، يشير المراقبون إلى أن "الفراغات السابقة كان لها سقف وتنتهي بمنع التصادم بالشارع، أو ، إذا حدث تصادم مثل احداث 7 أيار ،يكون محدودًا وتتم حلحلته بسرعة، كما أن المجتمع الدولي كان قادرًا سابقًا على ضبط الوضع في لبنان، أما اليوم، فنتيجة الصراعات الدولية والأحداث الإيرانية الداخلية والهجوم الغربي على إيران تعقد الموضوع".
من جهة أخرى، تشير المصادر إلى أنه "بالنسبة إلى الأجواء الداخلية في لبنان فكان سابقًا يوجد استقرار مالي إلى حد ما أما اليوم فالاستقرار المالي ليس موجودًا وهناك حكومة تصريف أعمال وليس حكومة كاملة الصلاحيات ومن الممكن أن يدفع باسيل "وزراءه" إلى عرقلة توقيع المراسيم والقيام بمهامهم باعتبارهم أن الحكومة مستقيلة ولا تتمتع بالصلاحيات".
ولذلك هناك خوف، وفق المراقبين، على البلاد من استفحال الأزمة وحصول أحداث أمنية خطيرة بالرغم من أن القوى الأمنية وفق رأيهم تقوم بدورها ولكن من دون دعم مالي سوف تكون في أزمة.