كتب جورج شاهين في" الجمهورية": يبدو من المنطق ان يقلق المراقبون على مصير بعض الإنجازات القليلة التي تحققت، فمشروع الاتفاق مع صندوق النقد الدولي، وما قطعته التحضيرات التي أجريت منذ بداية نيسان الماضي باتت في خطر كما تلك الجارية مع البنك الدولي لتوفير تكلفة نقل الغاز المصري والكهرباء الأردنية، واتفاق الترسيم الذي عُد انجازاً غير مسبوق يدخل مرحلة غامضة ما لم تعيد الدولة بناء مؤسساتها وتنتظم العلاقات فيما بينها لمقاربة المرحلة المقبلة بالإصلاحات الضرورية التي يجب ان يبت بها. فهي خطوات لا بد منها لاستعادة ما فقد من ثقة داخلية وخارجية بالدولة ومؤسساتها، والاستثمار في ما تحقق قبل ان تتبخّر النتائج الايجابية التي مَنّن المسؤولون وقادة العالم اللبنانيون بها.
وختاماً، لا بد من الاشارة الى ان ما عاشته البلاد لم يكن بإرادة داخلية بحتة وقد قادته قوة امر واقع، فإذا باللبنانيين بين ليلة وضحاها يتبادلون الاتهامات وينصبون المكامن لتفكيك ما بُني من تفاهمات وحماية ما تبقى من مكونات ومظاهر الدولة، والحؤول دون توفير الآليات التي تضمن الولوج الى ابواب الفرج وتفكيك الأزمات، وفق سلّم أولويات قيل فيها وعنها الكثير قبل ان تغيب عن ألسنة المسؤولين لتغرق البلاد في مرحلة لا يمكن توصيفها بكل اللغات القانونية والدستورية، والسياسة مفتوحة على كل ما هو مجهول من الرهانات، قبل تقدير ما يمكن ان تحمله التطورات من مفاجآت بين يوم وآخر وربما بين ساعة أخرى.