في اطار قراره سلوك نهج المعارضة ولو شكليا، يبدو ان "التيار الوطني الحر" قرر اللجوء الى التصعيد الاعلامي والسياسي في وجه حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بغية التأكيد انه ضد الممارسات التي يقوم بها حاكم المركزي، وانه يتجاوب مع نبض الرأي العام.
لكن "التيار" الساعي الى تحقيق انتصار على سلامة لتعزيز واقعه الشعبي، لديه ازمة فعلية اذ انه يجاهر، برفضه لدى انتهاء ولاية سلامة ان يتسلم نائب حاكم المصرف المركزي وسيم منصوري الحاكمية بالوكالة "على اعتبار ان الامر يشكل تعديا على صلاحيات المسيحيين"، كما يقول قياديو التيار وبعض نوابه.
هذا الامر ادى حتى الان الى حالة ضياع داخل "التيار" حيال الموقف من سلامة وكيفية التعاطي معه في المرحلة المقبلة. فبين الرغبة في الشعبوية من خلال التصويب على سلامة، وحقوق المسيحيين، بات التيار "تائها وحائرا" الى حد التناقض.