إختتم معرض بيروت العربي الدولي للكتاب نسخته الرابعة والستون اليوم وسط تهافت لم ينقطع للزوار من المناطق اللبنانية كافة لشراء الكتب وحضور الندوات التي تعكس التنوع الحضاري لبيروت، حيث سجل المعرض نجاحاً طلابياً كبيراً تمثل بحضور أكثرمن عشرة آلاف طالب وطالبة وأكثر من مئة مؤسسة تربوية وثقافية وكشفية من مختلف المناطق .
وشهد المعرض الذي إستمر تسعة أيام (من 3 حتى 11 كانون الأول) وحمل شعار "أنا أقرأ بتوقيت بيروت" إقامة ستة وعشرون ندوة تناولت مواضيع مختلفة أبرزها "العربية 24/24"، "دستورالطائف بين التشويه والإجتزاء ثم الإنتهاك"، "مئوية فرح أنطون" وتحية وفاء لكل من رياض الريس، ميشال جحا، سماح إدريس، ملحم شاوول، وجيه فانوس وجبورالدويهي.
كما سجل المعرض حفلات تواقيع للإصدارات تجاوزت المئتين في أجنحة دورالنشر المشاركة والبالغ عددها 133 دارا لبنانية، إضافة إلى المشاركة العربية.
وضمن فعاليات اليوم الأخير، أقيمت أصبوحة شعرية بعنوان "الشعر إكسير الحياة"، نظمها كل من منتدى شواطئ الأدب ممثلا برئيسه الشاعر عصمت حسان، منتدى حبر أبيض ممثلا برئيسه مردوك الشامي، ومنتدى شاعرالكورة الخضراء ممثلا برئيسته الشاعرة ميراي شحادة، وأدارها الأستاذ علي أبي رعد.
وكرم المنظمون في بداية الندوة كلا من الإعلامي محمد علي رضا عمرو، المخرج والإعلامي يوسف رقة، الناشطة الإعلامية إكمال سيف الدين، والإعلاميتين كلود صوما وكلود أبو شقرا.
بعدها، تلا حسان قصيدتين من كتابته، الأولى بعنوان "يقتاتني الشعر" والثانية بعنوان "لبنان الملك"، كما ألقت شحادة مجموعة من نصوصها الشعرية، ثم ألقى الشامي ثلاثة قصائد من تأليفه.
كذلك أقيمت ندوة ناقشت كتاب "جرعة ثقافية" للدكتورعبد الهادي محيسن، أدار الندوة وشارك فيها الدكتورمحمد قبيسي وكل من الأستاذ إلياس حنا والدكتورة سلوى الأمين.
عرف قبيسي المشاركين مشيرا إلى أن كتاب "جرعة ثقافية" هو كجرعة ماء تروي العطشان بمعلوماته القيمة وسوف يزيد القارئ معرفة وثقافة.
بدوره، وصف حنا الكتاب بالينبوع الذي لا ينضب، حيث بين فيه الكاتب كيفية تعزيز العلوم عند العرب والمسلمين في بلاد الإنتشار الإسلامي وخاصة علم الجبر وتحديد مواعيد الصلاة، مؤكدا على أهمية الكتاب بسرد الوقائع التاريخية بموضوعية.
أما الدكتورة سلوى الأمين فقالت: "هذا الكتاب هو علامة فارقة بين المصنفات الكتابية المنشورة، والوجه الآخرفي مده وجزره، أراده الكاتب ليكون رحلة في عالم الشرق والغرب".
وتابعت: "هو كتاب شامل بمضمونه وإطلالاته على ثقافات العصورالمتنوعة بكتّابها ومثقفيها وشعرائها".
وأكد الكاتب على أن سبب الكتاب أنه تحقيق لحلم كان يراوده في مستهل شبابه، حيث كان أولى بداياته لاهتمامه بالثقافة والمطالعة، مشيرا إلى أنه سيأتي زمن تنقل فيه الثقافات والعلوم من جيل إلى جيل.
وكان الختام ندوة بعنوان: "إشكاليات الحداثة في الشعرالعربي" بإدارة الأستاذة كلود صوما ومشاركة كل من الأستاذة ناريمان علوش والدكتورمحمد توفيق أبوعلي والدكتورة يسرى بيطار ً، ومستشار وزيرالثقافة محمد وسام مرتضى، سليمان علوش.
إستهلت الندوة بكلمة لصوما عرفت فيها المشاركين، مشيرة إلى أن ظاهرة الحداثة أثارت ولاتزال لأنها في طبيعتها تحمل تناقضات كثيرة وتطرح عدة إشكاليات حوله.
أما ناريمان علوش فقد عرفت الشعر على أنه الرقصة التي تدوزن خطواتها من دون حاجة إلى قدمين، فالشعر هو همسة الوصل بين عاشقين وبين نظرتين ونشوة اللاوصول ، إنه الحب الذي يحملنا خارج القصيدة فنضيع طريق العودة إليه.
من جهته، أشار الدكتور محمد أبو علي إلى أن الإشكاليات تكاد تنحصر في مجموعة هي عبارة عن المصطلح والقارئ والناقد ووسيلة الإعلام وإشكالية المبدع، لافتا إلى ضرورة عدم التفريق بين مصطلحين هما الحداثة والمعاصرة لأن الحداثة هي التعبير الذي لا يبوء مع الزمن بينما المعاصرة هي الإنتساب إلى عصر ما.
بدورها، تناولت الدكتورة يسرى بيطار موضوع النهضة وإرتباطها بالفكر والحداثة والكتابة، إذ لا حداثة في وجود العقبات الدينية والسياسية.
أما مستشار وزيرالثقافة سليمان علوش فقد أكد أن إشكاليات الحداثة في شعرنا العربي لا تزال محل نقاش، فهي تشمل موقف الشاعر من الوجود والمجتمع، مشيرا إلى أن الشاعر لا يعتبر حديثا ما لم يتجاوز أطر الزمان والمكان والأفكار السائدة لأن الحداثة الإبداعية متغيرة بإستمرار.