زار المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم اليوم، الرابطة المارونية، وعقد اجتماعا مع رئيسها السفير خليل كرم وأعضاء مجلسها التنفيذي.
وأشار ابراهيم إلى أن "الرابطة والاستقلال من جيل واحد، تسع سنوات فصلت بينهما، وهي مساحة زمنية تختزن التوق الى تحصين هذا الانجاز والحفاظ على ارث المؤسسين"، وقال "في الثاني والعشرين من شهر تشرين الثاني عام 1943، نال لبنان استقلاله بعدما استحقه بالصبر والعناد والنضال. وفي الحادي والعشرين من شهر آب 1952 اي منذ سبعين عاما، تأسست الرابطة المارونية من قبل نخبة من رجال الفكر والاختصاص لاهداف سامية تزيد البنيان اللبناني قوة وصلابة. عندما استعرضت الاسماء منذ انتخبت أول جمعية عمومية لأعضاء الرابطة السيد جورج تابت رئيسا، ثم تلاه الرؤساء: الدكتور الياس الخوري، السيد جان أبو جودة، الأستاذ شاكر أبو سليمان، الأستاذ ارنست كرم، الأستاذ بيار حلو، الأمير حارس شهاب، الأستاذ ميشال إده، الدكتور جوزيف طربيه، النقيب سمير أبي اللمع، النقيب أنطوان قليموس، والنائب السابق نعمة الله أبي نصر وصولا الى السفير خليل كرم، ازددت وثوقا أن رابطة ترأسها اسماء من هذه النخبة اللبنانية، لا يمكن الا ان تكون لها مساهمة فاعلة جدا على الصعيدين المسيحي والوطني، انطلاقا من القناعة الراسخة بأن الانفتاح على الاخر أصالة انسانية فريدة، قائمة على الاخوة القادرة على مواصلة البناء".
أضاف :"ان التحديات التي يواجهها وطننا الحبيب لبنان، تحدوني الى دعوتكم انطلاقا من تاريخ رابطتكم العريق في تعميق الانتماء الوطني، الى لعب دوركم الريادي في هذه المرحلة الشديدة الحساسية، لجهة استنفار كل الطاقات والدفع الحثيث في عملية الحوار المسيحي - المسيحي وخصوصا على الصعيد الماروني، من اجل الوصول الى كلمة سواء حول كل القضايا المطروحة، كون الموارنة كان لهم الدور الرائد في انشاء دولة تشاركية تحولت الى وطن الرسالة. وهنا تتعاظم مهمتكم في جمع الكلمة والمساعدة على الخروج من الازمة السياسية عبر الالحاح الفاعل لانجاز الاستحقاق الرئاسي، لان دولة بلا رأس هي دولة تنزف على طريق الموت".
وتابع :" في هذه الايام القلقة تزداد اصوات النشاز التي تتردد من هنا وهناك، والتي تحاول التغطية على اصوات وأنين الموجوعين والهائمين، مما يشعرنا بأن المجد الموروث أستبيح وأوشك ان يتهدم، لاننا نفتقر الى اكتمال الاطار الدستوري والمؤسساتي وانتظامه تحت قبة القانون الذي يضمن العدالة والمساواة لجميع اللبنانيين.
لست هنا اليوم للتباكي على الاطلال او لزرع اليأس، انما لدعوتكم مع كل المخلصين الى استفاقة حضارية لمواجهة الواقع القلق بقلوب كبيرة وعقول متنورة وافكار خلاقة.
ان الخطر الداهم يتهدد لبنان، موطن الحرف والكلمة والتعدد الثقافي والديني، واخالكم لن تقصروا في الذود والتحصين والجمع حتى لو كانت المسافة بعيدة، لان انقاذ لبنان يلغي المسافات.
ورأى ابراهيم أن لا استقرار على المستوى الامني إلا بشرطين: الاستقرار السياسي والاستقرار الاقتصادي، وإن سبب عدم الاستقرار السياسي مرده الى الخلافات المستشرية في الداخل اللبناني، والنكايات المتبادلة بين الأقرقاء السياسيين".
ودعا ابراهيم الى "اكتمال عقد المؤسسات الدستورية، وإن جسدا بلا رأس آيل الى الموت. وإذا لم يكن هناك رئيس للجمهورية، فأن الأمور ستتجه نحو الأسوأ، وأن القطاع الأمني هو من أكثر القطاعات تأثرا، وأن الأوضاع آخذة في التفاقم، وأن الوضع الاجتماعي سينفجر آجلا أو عاجلا. ويجب تدارك الأمر بعمل مكثف وجاد في كل الاتجاهات، وأن للرابطة المارونية دورا وكلمة مسموعة، فلتبادر ونحن الى جانبها".
وفي ملف النازحين السوريين، نفى اللواء ابراهيم أن يكون أحد من النازحين السوريين العائدين الى بلادهم قد سجن أو تعرض لمضايقات، وأن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين،(UNHCR)، تحققت من الأمر. وللأسف، فإن منصات ومواقع الكترونية دأبت على نشر أنباء مغلوطة بغرض تخويف السوريين من العودة".
ولاحظ تغييرا ايجابيا في مواقف بعض دول المتوسط الاوروبية من ملف النازحين السوريين وضرورة اعادتخهم الى بلدهم. وكشف "أن لبنان يعمل على ايجاد حل في ما يتعلق بولادات النازحين السوريين خشية أن يتحولوا الى "مكتومي القيد" وحصولهم مستقبلا على الجنسية اللبنانية، وأن وزير الشؤون الاجتماعية هكتور حجار يتولى معالجة هذا الملف مع السفارة السورية في لبنان".
وأبدى اللواء ابراهيم اسفه لعدم "التزام الغرب بوعوده، والشروط التي توضع في وجه لبنان لمساعدته، في حل معضلة الكهرباء".
ولفت الى "أن لبنان فوت على نفسه فرصة استثمار الترسيم البحري بالسياسة"، وقال "أن ليست لديه أي خشية من صدام بين اللبنانيين والنازحين السوريين".