أكّد الأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصرالله حرص الحزب على العلاقة مع "التيار الوطني الحر"، مشيراً إلى أنّ "حزب الله حاضر لمعالجة الخلل في تلك العلاقة أو أي خلل آخر قد يحدث مع أي حليف أو صديق".
وشدّد نصرالله على أن "حزب الله" حريص أيضاً على التواصل مع "التيار"، وقال: "ستكون هناك لقاءاتٌ قريبة ولا ننزعُ يدنا من أيدي حلفائنا إلا إذا أراد الطرف الآخر ذلك".
وأضاف: "نحنُ دائماً نفضّل النقاش الداخلي مع الحلفاء ونحرص على الأدبيات في حال كان النقاش علنياً".
وفي كلمة له، اليوم الثلاثاء، بمناسبة الذكرى الـ3 لرحيل القائدين العسكريين قاسم سليماني والحاج أبو مهدي المهندس، تحدث نصرالله عن ملف الانتخابات الرئاسية في لبنان، مشدداً على أن هذا الأمر هو مسؤولية داخلية بحتة، وقال: "المسؤولية المترتبة على القوى السياسية اللبنانية والتكتلات النيابية أكبر من أي وقت مضى. أقول للشعب اللبناني يجب أن نُجمع على رئيس لأنه المدخل إلى إعادة تشكيل الدولة من جديد، ويجب أن نعود إلى بعضنا البعض، وبعض اللقاءات الثنائية التي حصلت الأسبوع الماضي جيدة في ظل غياب حوار جامع بالطريقة التي دعا إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري، وأقول لكم لا تنتظروا الخارج".
وتابع: "من ينتظر حصول توافق سعودي - إيراني ليجري انتخاب رئيس بعد ذلك، فأقول له إنك ستنتظر طويلاً، ويعني ذلك أنه لا رئيس في لبنان. كذلك، أقول للجميع إنه لا علاقة للملف الرئاسي في لبنان بالملف النووي الإيراني والمفاوضات التي تُجرى بشأنه، وهذا الأمر محسوم، وإيران لا تتدخل بلبنان".
وأكدّ نصرالله أنّ "المقاومة في لبنان ليست بحاجة إلى غطاء من أحد"، وأضاف: "المقاومة تريد رئيساً لا يطعن في ظهرها ولا يتآمر عليها وهذا حقنا الطبيعي".
وأكمل: "الرئيس الذي لا يطعن بالمقاومة هو الذي لا يذهب بالبلد الى حرب أهلية وهو الذي يريد الوفاق والحوار ويساعد في حماية لبنان أمام التهديدات والمخاطر فهذه مصلحة وطنية لكل البلد".
وفي سياق آخر، أكد نصرالله على أهمية استمرار مسؤولية الدولة اللبنانية في ملف النفط والغاز، وقال متوجهاً للإسرائيليين: "نحن حاضرون وجاهزون ولن نسمح بأيّ تغيير في قواعد الردع والاشتباك مع لبنان بأي شكل من الأشكال".
وأضاف: "أريد أن أضمّ صوت المقاومة في لبنان إلى صوت فصائل المقاومة في فلسطين لأقول إن التعرض لمقدسات المسلمين والمسيحيين من قبل الصهاينة لن يفجر الوضع في فلسطين فقط بل في المنطقة بأكملها".
ولفت نصرالله إلى أنّ "ما واجهه القائد الراحل سليماني وقادة وشهداء آخرون هو النسخة الأولى من مشروع الشرق الأوسط الجديد في لبنان وفلسطين"، معتبراً أن "المشروع الأميركي في المنطقة هو مشروع الهيمنة والسيطرة والتسلّط والإمساك بكل شيء، وفي قلب هذا المشروع إسرائيل".
ورأى نصرالله أنّ "أحداث 11 أيلول 2001 أعطت قوة دفع للمشروع الأميركي لدخول أفغانستان والعراق والاقتراب من إيران وسوريا"، وتابع: "لو نجحت الحرب الصهيونية على لبنان لأكملت على سوريا، لكن ذلك لم يحصل. وفعلياً، لقد بدأ العمل على ضرب المقاومة في فلسطين والمقاومة في لبنان في العام 2006 وكان المخطط يقضي بالاجتياح وفرض قوات متعددة الجنسيات في المطار والمرافئ والحدود".
وكان نصرالله طمأن في مستهل كلمته الجميع بأنه صحته جيدة ولا داعي للقلق، وقال: "أعاني من تحسّس في القصبة الهوائية ولا داعي للقلق، وأحب أن اطمئنكم، فأنا طيلة 30 سنة لدي تحسس في القصبة الهوائية وعندما استشهد السيد عباس الموسوي كنت في الفراش بسبب هذه الحالة".