أمام المشهد السوريالي في لبنان بين الاهتراء الداخلي غير المسبوق والاداء السياسي الهزيل القائم على "الفجور"، ما عاد من متسع الى لغة العقل، لذلك لا بد من الركون إلى عادة "البصارين".
في الافق البعيد إنفراج في الاجواء الاقليمية بفعل الاتصالات القائمة بين السعودية وإيران خصوصا بعد التحسن الذي طرأ على علاقات الخليج مع سوريا، والرئيس السوري بشار الأسد يعد العدة للقاء المرتقب مع الرئيس التركي اردوغان ما يفتح الباب امام صفحة جديدة في علاقات البلدين، ويستتبع ذلك إعادة ترتيب أولويات في العالم منها الحرب الاوكرانية، والاصطفافات الجديدة وفق أهداف متقدمة قوامها حل الازمات الاقتصادية المستشرية في كل مكان.
اما في الداخل، فتعم حالة من الاستعصاء في الاستحقاق الرئاسي، تترافق مع عصفورية سياسية لا مثيل لها، فأساس المشكلة القائمة مَنْ يظن نفسه قادرا على البقاء في السلطة مدى الدهر، زد عليها خطف قرار الدولة والاستهتار بمصالح الناس. هذا الأمر يزيد ما قتامة المشهد اللبناني، ما يستدعي تدخلا خارجيا أو وقوع حدث ما يدفع بإتجاه الحل السريع.
في هذا الإطار، يضع مرجع سياسي "حوارات" النائب جبران باسيل في سياق المراوحة السياسة، طالما ان الأطراف المحلية لم تعد تملك مفاتيح الحلول، فإنتخاب رئيس جمهورية لا يمكن ان يحصل من دون موافقة ثلاثة أطراف، هي البطريرك الماروني وحزب الله والسعودية، وهو ما ليس متوافرا حاليا، فما على اللبنانيين الا تحمل تبعات النكد السائد حتى بلوغ عتبة الحل النهائي.