قطعت زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان مناخ الجمود السياسي الذي ترزح فيه البلاد بوحي ما يحصل على مسار الاستحقاق الرئاسي من مراوحة في المكان وتجديد للعجز، وبدت الزيارة بهدف اثبات حضور ايران وجودها ديبلوماسيا في المنطقة.
وكتبت" النهار": بدت زيارة وزير الخارجية الايراني اكثر اقليمية من كونها لبنانية، اذ غالبا ما تعتمد طهران لبنان منصة سواء لرسائلها السياسية او العسكرية في الاقليم. فلم تحمل الزيارة اي جديد لبنانيا، الا كلام متكرر عن استعداد لدعم قطاع الكهرباء في لبنان، وقول عبد اللهيان ان ايران ستقف الى جانب لبنان وتدعمه في كل الظروف، وترغب في تطوير العلاقات وتفعيلها على الصعد كافة".
واذا كانت الزيارة خرقت الجمود السياسي، في ظل انشغال داخلي بشرعية عقد جلسة لمجلس الوزراء في ظل الشغور الرئاسي، فان الديبلوماسية الايرانية بدت تسابق اللقاءات التركية – السورية برعاية روسية، واللقاء الذي تنوي باريس عقده من اجل لبنان بالتنسيق مع واشنطن والرياض، من دون التواصل مع طهران، والتطورات الاسرائيلية، لتؤكد دورها الاقليمي الفاعل بدليل ما نقله عبد اللهيان بعد لقائه السيد حسن نصرالله بان "المقاومة في أبهى حالاتها سواء في لبنان أو في فلسطين"، وهو ملخص الرسائل الهادفة الى التذكير بعدم امكان تجاوز النظام الايراني رغم انشغاله بمشاكله الداخلية.
وكتبت" البناء": قطعت زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان مناخ الجمود السياسي الذي ترزح فيه البلاد بوحي ما يحصل على مسار الاستحقاق الرئاسي من مراوحة في المكان وتجديد للعجز، وجال عبد اللهيان على رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب، والتقى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وأمين عام حركة الجهاد الإسلامي زياد نخالة، والتقى مساء بنخبة من السياسيين والإعلاميين، وجاء اجتماع عبد اللهيان مع السيد نصرالله محورياً لارتباطه بما يتعدّى العلاقة التقليدية بين إيران وحزب الله، لكون الوزير الإيراني في طريقه إلى دمشق لتنسيق زيارة قريبة للرئيس الإيراني السيد ابراهيم رئيسي، حيث يمثل السيد نصرالله دور الشريك الثالث في العلاقة الثنائية بين سورية وإيران، كما قالت مصادر متابعة لملف الزيارة، وأكد عبد اللهيان في كل لقاءاته على أمرين، الأول استمرار الالتزام الإيراني بالتعهدات الخاصة بملف الكهرباء تجهيزا وتزويدا بالوقود، رغم التعثر اللبناني، والثاني نقل الأنباء الإيجابية عن تحسن العلاقات الإيرانية السعودية، عسى يسهم ذلك في تحرير بعض القيادات السياسية من القلق من فتح قنوات الحوار الداخلي، خصوصاً مع حزب الله خشية أن يستدرج الغضب السعودي عليهم، وفقاً لقراءة المصادر المتابعة.
واعربت مصادر سياسية ل" اللواء"عن اعتقادها بأن زيارة وزير الخارجية الايراني الى لبنان، كانت بهدف اثبات حضور ايران وجودها ديبلوماسيا في المنطقة، وتحويله إلى منصة، بعد سلسلة التحركات الاخيرة بين موسكو ودمشق وانقرة، لمناقشة الملف السوري واجراء مصالحة بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس السوري بشار الاسد، بغياب ايراني لافت، بالرغم من العلاقات الجيدة التي تربط النظام الايراني بالدول الثلاث، ووجود قوات ايرانية ومليشيات تابعة له في مناطق سورية عدة.
وقالت المصادر ان زيارة وزير الخارجية الايراني إلى لبنان والتي تمت بمبادرة منه، لم تتطرق إلى تفاصيل تطوير العلاقات بين البلدين، كما اراد الايحاء بذلك، بل كان حديث عابر لزوم اللياقات الديبلوماسية التي يبرع فيها الوزير الايراني، الذي ركز مجمل احاديثه مع الذين التقاهم عن الوضع الداخلي بايران، محملا الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل واعوانهم مسؤولية اشعال الاحداث الاخيرة في بلاده، لاضعاف موقفها بمفاوضات الملف النووي وتسهيل تدخلها بشؤون المنطقة.
ونقلت المصادر عن وزير الخارجية الايراني طمانته لكل من التقاهم، بانه تم القضاء على كل محاولات الاخلال بالنظام واستهداف الثورة الاسلامية وان الاحداث اصبحت في نهاياتها، ولاخوف على الاستقرار، لان الدولة موحدة بكل قواها لمواجهة العناصر المخربة والخارجة عن النظام وتقف لها بالمرصاد، ولا داعي للقلق اطلاقا مما يروج من اعداء الثورة الاسلامية.
اما بخصوص ما عليه وزير الخارجية الايراني عن استعداد بلاده لمساعدة لبنان لانشاء معملي للكهرباء للمساهمة بحل ازمة الكهرباء، ذكرت المصادر بأن العرض الايراني قديم، وليس بجديد، وسبق للحكومة اللبنانية ان بحثت هذا الموضوع مع المسؤولين الإيرانيين بالتفاصيل خلال زيارة قام بها وفد لبناني تقني إلى طهران، وتبين استحالة قبول العرض الايراني، لنواقص وعدم وضوح في مضمونه، ولتدني مستوى التقنية المعتمدة، والاهم من كل ذلك، الشروط المالية التي تلزم الدولة بتبعات طويلة المدى وباثمان باهظة، خلافا لكل الادعاءات والمواقف التي تصدر عن تسهيلات واعفاءات، ليست موجودة على الاطلاق في المباحث التفصيلية.
وفي السراي الحكومي بحث عبد اللهيان مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، العلاقات بين لبنان وإيران وسبل تطويرها، اضافة الى الوضع في المنطقة. وأكد ميقاتي خلال الاجتماع أن »الاوضاع في لبنان صعبة، ولكننا نعمل على تسيير الأمور ولدينا الثقة والعزيمة للعمل على الخروج من هذه المحنة». أما وزير الخارجية الايراني، فشدد على ان «إيران ستقف الى جانب لبنان ودعمه في كل الظروف، وترغب في تطوير العلاقات وتفعيلها على الصعد كافة».
وكتبت" الديار":طرحت زيارة وزير الخارجية الايراني تساؤلات عدة حيث فسرها البعض ان هذه الزيارة هدفها البحث في الملف الرئاسي ولكن هذا الامر غير صحيح خاصة ان بعد كلام السيد حسن نصرالله الذي يركز في كل خطاباته على ان الملف الرئاسي ليس في ايران او في دمشق بل عند اللبنانيين.وهذا الامر قاله السيد نصرالله في خطابه الاخير. وعليه ترى مصادر وزارية ان زيارة وزير الخارجية الايرانية للبنان تاتي للتأكيد على المعادلة التي ارساها حزب الله في الملف الرئاسي وايضا ليجدد الوزير الايراني دعم لبنان عبر تقديم المساعدات للدولة اللبنانية حيث ان الهبة الايرانية في الفيول ما زالت قائمة والتي رفضتها الولايات المتحدة الاميركية ووافق لبنان عليها رغم انها هبة ولا تخضع لشروط العقوبات المفروضة على الجمهورية الاسلامية الايرانية.