Advertisement

لبنان

تعرّفوا جيدًا على نجيب ميقاتي المسلم السنّي في بيته

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
19-01-2023 | 02:00
A-
A+
Doc-P-1030147-638097156224639652.jpg
Doc-P-1030147-638097156224639652.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
لفتني في ما لفتني في تصريح الرئيس نجيب ميقاتي، بعد ترؤسه أمس، جلسة مجلس الوزراء الطارئة والاستثنائية والملحّة والضرورية، ما قاله ردًّا على ما يحاول "البعض استدراجنا الى اصطفافات وسجالات اخرى وخاصة إذا كانت هذه السجالات طائفية او ما شابه"، حيث أكد "أنا نجيب ميقاتي مسلم سنّي في منزله، ولكن عندما أكون في السراي فأنا رجل وطني وأتعامل مع كل شرائح الوطن بشكل سوي لما فيه خدمة الوطن والناس التي نعرف معاناتها". 
Advertisement
هذا التصريح وما يحتويه من معانٍ وطنية تختزل مسيرة سياسية بالممارسة الوطنية اليومية، وليس بالشعارات الفارغة. فهو ابن المدينة التي لم تميّز يومًا بين طائفة وأخرى، بل كانت مثالًا يُحتذى في صفاء العيش الواحد.  
فعندما يقول الرئيس ميقاتي إنه مسلم سنّي في منزله فهو يعني ما يقوله، وهو بالفعل سنّي في عادات أهل السنّة، وفي إيمانه وممارسته لكل ما يلتزم به من أعمال رحمة وتقوى وصوم وفريضة الصلاة. هو مسلم مسالم، ولكنه لا يساوم في الحقّ. 
هكذا يكون نجيب ميقاتي في بيته ومع أهل بيته، وفي بيئته. فهو مسلم سنّي حتى العظام، ولكن هذا التعلق بالشريعة لا يعني أبدًا تعصبًا أو تزمتًا أو رفضًا للآخر، الذي يأتي في حساباته الوطنية، وعلى مستوى الوطن، قبل أهل بيته. 
فكما هو في بيته مسلم سنّي أصيل هو في السراي، وفي عمله الوطني، لجميع الناس من دون أي تفرقة أو تمييز. ومن يمشي معه منذ ما يقارب ربع قرن، في السراء والضرّاء، يعرفون هذه الحقيقة، وهم يلمسونها في كل خطوة يخطوها، وفي كل مشروع يقوم به، سواء أكان هذا المشروع على المستوى الفردي والخاص أو على مستوى الوطن، من حيث المسؤوليات التي تولاها، سواء في وزارة الأشغال العامة والنقل، أو في السراي الحكومي بصفته رئيس حكومة. 
من يعرفه جيدّا يعرف تمام المعرفة أنه عندما يكون في سدّة المسؤولية يكون لجميع أبناء الوطن وليس لفئة دون أخرى. وما يقوله في السرّ يقوله في العلن. ليس لديه لغتان. ولا يتعامل في الأمور الوطنية بمعيارين ولا يكيلها بمكيالين. 
وعلى رغم أن لديه نقطة ضعف تجاه مدينته الغالية كثيرًا على قلبه، وعلى رغم تعلّقه بأهلها الطيبين، لم يكن لها ولهم أفضلية على غيرهم من أبناء الوطن، من جنوبه إلى شماله، ومن سهله وجبله حتى ساحله. 
عندما دعا إلى جلسة أولى كانت مخصصة لتأمين تغطية كلفة شراء أدوية السرطان وغسل الكلى لم يفكر إذا كان المرضى المستفيدون من هذه الأدوية هم من طرابلس أو من عكار فقط.  
وكذلك فعل عندما دعا إلى "جلسة الكهرباء"، التي سيستفيد من ساعات التغذية، على قلّتها، أبناء الجنوب وبيروت والجبل والسهل والساحل تمامًا كما سيستفيد منها أهل طرابلس وأهل المنية والضنية. 
لمن يعادي نجيب ميقاتي مجانًا، ومن بينهم من هم مقتنعون بأن الرجل لا يفعل سوى الصواب، نقول لهم أن هذا المسلم السنّي الطرابلسي هو كذلك داخل جدران منزله وفي خصوصياته، ولكنه خارج هذه الجدران هو لكل الوطن، خصوصًا عندما يكون في سدّة المسؤولية. هو أبعد ما يكون عن الطائفية، التي تحاولون أن تحاربوه بها، وهو أبعد عن المحسوبيات والمصالح الضيقة. الا خيطتم بغير هذه المسّلة. 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك