كتبت كارلي دعيبس في "الديار": أطلق د. ميلاد سبعلي برنامج منح غلوبال ليرننج لتكنولوجيا المعلومات، وهو برنامج يوفر منح مجانية لدارسة عدد من البرامج التخصصية المتطورة في مجالات تكنولوجيا المعلومات العالمية، باللغة الانكليزية، من خلال صفحة غلوبال ليرننج على منصة كورسيرا العالمية. ويهدف الى المساهمة بتهيئة رأسمال بشري معاصر لاقتصاد المعرفة في لبنان والمنطقة.
وفي حديث خاص لـ»الديار»، اعتبر د. سبعلي «أنه من المهم أن يدخل لبنان وبالأخص الجيل الجديد في عالم تكنولوجيا المعلومات وعصر المعرفة لأن سوق العمل اليوم له شق كبير مرتكز على التكنولوجيا والتحول الرقمي. فالمعلومات العامة عن هذا العالم لا تكفي أن ينخرط الجيل الجديد به، لذا نريد شباب مختصّة تمتلك مهارات تخولها أن تقوم بعملها، سواء في لبنان أو في المهجر».
وتابع: بعد كورونا، أصبح هناك عددا كبيرا من الشركات تتبع نظام العمل عن بعد، وبالأخص الشركات المختصة في الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي التي تطلب اختصاصات جديدة مثل مختصين في مواقع التواصل الاجتماعي و» data analysis»و «cyber security»، والمناهج التي تؤمنها معظم الجامعات اليوم ليست كافية، فالجامعات أبطئ من تطورات سوق العمل.
وأضاف سبعلي: الوظائف المتوفرة في الاقتصاد الرقمي في لبنان لا تتعدّى الـ5000 وظيفة، لذا هناك خللا كبيرا بين العدد المتخرّج من الجامعة والوظائف المتوفرة.
وحول التجاوب مع برنامج منح غلوبال ليرننج لتكنولوجيا المعلومات، قال سبعلي: هناك اهتمام كبير حول هذا الموضوع. ففي لبنان يحكى كثيرا عن التحول الرقمي والحكومة الاكترونية، ولكننا متخلفين جدا في هذا المجال، ولكن الشباب والرأس المال البشري مهتمين جدا في عالم التكنولوجيا وجاهزين ليقودوا التحوّل الرقمي اذا تأمنت لهم الاختصاصات المعاصرة والحديثة. وبعد ما دخل العالم في تكنولوجيا المعلومات، أصبحت قطاعات المعرفة هي قاتلة الاقتصاد، ما يعني أن بإمكاننا أن نخلق منتجات معرفية، وأصبحت التكنولوجيا أساس لتطوير الصناعات التقليدية (أي الزراعة والصناعة)، والسياحة والخدمات، التي طوّرتها الأنظمة الذكية.
وعمّا اذا كانت المدارس توّجه الطلاب الى عالم التطنولوجيا بشكل كاف، أجاب سبعلي: «طبعا لا، المنهج اللبناني قديم جدا والاختصاصات المتوفرة على مستوى المدارس تقليدية. من الضروري ادخال اختصاصات جديدة حتى على مستوى المدارس واضافة مادة المعلوماتية والذكاء الاصطناعي والـ»robotics»».
وأشار الى «أننا لا نؤمن فرص عمل ضمن البرنامج ولكن عندما يأخذ الشهادة سيكون له حظوظ أكثر، فهذه الاختصاصات «مطلوبة» في سوق العمل وبالأخص في الخارج، اذا نحن نفتح للطالب المجال أن يتعرف على سوق العمل أكثر».
ولفت سبعلي الى أن «البرامج الذي نرّكز عليها هي برامج لها علاقة بالتكنولوجيا المتطورة، مثل الذكاء الاصطناعي و»Big Data Analytics» وهندسة المعلومات والبيانات، تطوير التطبيقات. هناك تفاصيل جديدة وكثيرة في قواعد البيانات وتصاميم التطبيقات وتجربة المستخدم. نركّز أيضا على التسويق وكيفية استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في عالم العمل، مثل التخطيط الاستراتيجي. بالاضافة، كل ما يختص في الاعمال المعاصرة التي لها علاقة في اقتصاد المعرفة. وهذه الاستراتيجيات مهمة في كافة القطاعات من قطاع الهندسة الى الطب الى التجارة».
وشدد على أن «الهدف من المنحة أن نوفرها مجانا لأكبر شريحة ممكنة من الطلاب. وشروط إعطاء المنحة هي أن تكون لغته الانكليزية جيدة، أن تكون لديه فكرة أساسية عن الاختصاص الذي يريد أن يدرسه، والالتزام. فهذه الاختصاصات تأخذ من 6 الى 8 أشهر تقريبا لكي يحصل على الشهادة.» ولفت سبعلي الى أن «الطالب يحصل على الشهادة من الشركة الأساسية، فاذا اذا اختار أن يختص في “google ecommerce”، يحصل على الشهادة من شركة «google» معترف بها عالميا.».
وأردف: «الطالب يكسب شهادة عالمية، بالاضافة الى تعريف سوق العمل على طلابنا».