من المتوقّع أن تشهد الساحة اللبنانية في اليومين المقبلين حركة ديبلوماسية ناشطة، بعد "لقاء باريس" الخماسي، وذلك على خطّ المسؤولين وعدد من القيادات السياسية سيقوم بها، سفراء المملكة العربية السعودية وليد البخاري، والولايات المتحدة الأميركية دوروتي شيا، وفرنسا آن غريو، بهدف وضع هذه القيادات في جو اللقاء، الذي جمع ممثلين عن أميركا وفرنسا والسعودية ومصر وقطر في باريس، وما هو المطلوب القيام به من الجانب اللبناني حيال الاستحقاق الداهم قبل أي أمر آخر، وهو استحقاق، كما تراه أوساط ديبلوماسية غربية، لا يمكن فصله عن مروحة الإصلاحات المطلوبة دوليًا، والمحدّدة بالتفصيل في ورقة صندوق النقد الدولي.
وترى هذه الأوساط أنه لو تم انتخاب رئيس للجمهورية في القريب العاجل من دون الأخذ في الاعتبار هذه المروحة من الإصلاحات، التي تشمل المواضيع السياسية والمالية والإدارية، فإن لبنان سيبقى غارقًا في أزماته، وأن انتخاب رئيس جديد في البلاد من دون هذه الإصلاحات لن يقدّم ولن يؤخرّ في شيء، وستبقى الأوضاع فيه على حال من المراوحة القاتلة في ظل انعدام أي أفق لحلول ممكنة ومقبولة.