وصلت الى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، بعد ظهر اليوم، بعثة جمعية الكشاف المسلم في لبنان، والتي تضم 34 عنصرا من الجمعية 13 عنصرا من الدفاع المدني اللبناني، كانوا قد غادروا الاسبوع الماضي الى تركيا للمساعدة في عمليات الاغاثة و الانقاذ جراء الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا.
وفي المطار، تحدث يوسف الملاح من فريق الدفاع المدني فقال:
"نحن نقدر جداً هذا الاستقبال لنا في المطار، فالشباب توجهوا الى تركيا ملبين نداء الواجب عندما توجهتم لهم بالنداء، ونحن كفريق في الدفاع المدني عملنا في كل من سوريا وتركيا بعد حصول الزلزال الذي اصاب البلدين، وعندما اطلقت الصرخة عبر موقع " بنت جبيل " كان جوابنا انه من الضروري ان يسمع اللبناني النداء ويلبيه، ولقد قطعنا وعداً انا وجميع الشباب في هذا الفريق، اننا لن نعود من تركيا الا ونحضر معنا محمد والياس، وقد نفذنا هذه المهمة، وتم اعادتهما الى لبنان قبل عودتنا نحن الى لبنان".
وتوجه الملاح بالشكر الى السفارة اللبنانية في تركيا، ممثلة بالسفير غسان المعلم واعضاء السفارة، على التعاون مع هذا الفريق، كما شكر السلطات التركية كذلك . وقال : "الوقت الأن ليس للكلام احتراماً للشهادة لكل من محمد والياس ولين القدور والكثير من الأخوة السوريين والأتراك الذين ساعدناهم" . مضيفاً: "نحن لم نقم بإنجاز ونحن لسنا بأبطال ، نحن لبينا نداء الواجب فقط عندما نادانا الواجب ، ونحن تطوعنا لهذه المهمة بصفة شخصية وذلك لمساعدة الناس ، وذهبنا برضانا ، ورغماً عنا يجب ان نساعد الناس ، وكان صوت محمد والياس اعلى من هدير الزلزال. وهذا الفريق اللبناني المشكل من كل محافظة وحي ومدينة ومن العاصمة كان عنده مهمة تتلخص بإحتجاز اثنين رهائن محتجزين تحت الركام والحديد والباطون والجسور والزلازل المتكررة ، هذا الفريق ترفع له القبعة، كانوا يد كل لبناني وقلب وعين كل لبناني" .
وتوجه الملاح الى اهل محمد والياس قائلاً: "نحن توجهنا الى هناك بأخلاقنا التي تربينا عليها في بيوتنا وبعفويتنا، وانها رسالة لكل لبناني يسمعنا الأن، ليس هناك اي كره بين شخص وأخر، انما الجميع يحب بعضه البعض ، وكلنا اخوة ونستطيع الوصول الى أخر الدنيا" .
وقال: "لقد توجهنا انا و١٣ شاباً وهذا العمل يسجل عند رب العالمين، لذلك علينا جميعاً ان نساعد ونحب بعضنا البعض ، نحن اخوة بصلة الوطن وليس بالضرورة بصلة الدم" .
اضاف: "هؤلاء الشباب لم يكن لديهم معدات، انما كانت يدهم ازميل واصابعهم مطرقة وهممهم عالية وقد اثنى الاتراك و ٤٠ فريقا اجنبيا دوليا على جهود هذا الفريق واشاد بهم" .
ووصف الملاح لحظات عملوا بها على انتشال جثماني الياس ومحمد من تحت الركام ، في ظل صعوبات جمة واجهت فريق العمل، متوجهاً بالشكر الى قيادة الجيش والى اللواء محمد خير واللواء محمد مصطفى والى الأمن العام قيادة ورتباء وافرادا وكل الأجهزة الأمنية الأخرى الذين تابعونا وسهلوا لنا المهمة" .
اضاف: "لا احب ان استخدم كلمة مهمة صعبة ، انما هناك امر يحتاج الى مجهود بالتأكيد ، وعندما كنا نقوم بمهمتنا الانسانية حصلت هزتين بقوة ٤،٧ مما جعل المبنى الذي نعمل به يميل حوالى متر ونصف المتر نزولاً، وقد تلقينا عدة تحذيرات بعدم الدخول الى المبنى نظراً لخطورة انهياره ، فعمدنا الى وضع ستائر لمواصلة عملنا ولكي لا يرانا احد ، كما حفرنا انفاقاً ، وعملنا حوالي ٣٦ ساعة متتالية للوصول الى جثمان محمد ، وعندما وجدنا الجثمان استغرق الأمر ١٨ ساعة أخرى لإنتشاله" .
منوهاً بصبر ودور أهل كل من محمد والياس وكل اللبنانيين الذين لم يتوقفوا عن الدعاء لنا .
وقال الملاح انه "قد لا يكشف سراً ان قال انه لو عدنا من تركيا خالين الوفاض، من دون ان نتمكن من اعادة الجثمانين لدفنهما وتكريمهما، كان الأحرى بنا اعتزال عمل الدفاع المدني، لأنه كان من الممكن ان يقوم احد غيرنا بمثل هذه المهمة" .
وشكر الملاح الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي الذي واكب مهمة هذا الفريق وختم قائلا: "يجب علينا ان نتعلم من الجيش التضحية ومن الأسلاك العسكرية الوفاء ومن الدفاع المدني هذه النخوة"، قائلاً "ليت كان بالامكان استباق القدر، لكن هذا ليس بالإمكان" .