ضجت مواقع التواصل الاجتماعي في عدة دول عربية، بالحديث عن ظاهرة وصفت بالمرعبة، بعد انحسار مياه البحر المتوسط لعدة أمتار، وهو ما ربطه نشطاء بتداعيات زلزال سوريا وتركيا المدمر، بينما يكشف خبراء سر الظاهرة الغربية.
وفي السادس من شباط الجاري، هزّ زلزال بقوة 7.8 درجة جنوب شرق تركيا وسوريا المجاورة مما أدى إلى مقتل أكثر من 45 ألف شخص وتشريد أكثر من مليون آخرين إلى جانب تكلفة اقتصادية من المتوقع أن تصل إلى مليارات الدولارات، وفقا لـ"رويترز".
مصر
في مصر، سادت مواقع التواصل الاجتماعي حالة من الرعب، بعد تداول نشطاء منشورات وصور تتحدث عن "انحسار مياه البحر المتوسط في شواطئ محافظة شمال سيناء".
وربط بعض النشطاء الظاهرة بتداعيات زلزال تركيا وسوريا، وتحدثوا عن احتمالية أن يتبع ذلك "موجة مد مدمرة مقبلة (تسونامي).
وأكدت وسائل إعلام في مصر، وجود "تراجع ملحوظ في شاطئ البحر المتوسط قبالة سيناء"، كما أكد أهالي مدينة العريش الواقع بشبة الجزيرة المصرية "أنهم فوجئوا منذ السبت بتلك الظاهرة على عدد من الشواطئ".
وأضاف الأهالي أن تراجع الشاطئ تراوح ما بين 10 إلى 15 متر، وهذه ظاهرة تحدث لأول مرة دون تحديد أسباب لتراجعها، وذلك وفقاً لموقع "كيرو 24".
لكن بعض الخبراء كشفوا الحقيقة العلمية وراء تلك الظاهرة، وأكدوا أن ما حدث كان "انخفاضاً في منسوب مياه البحر المتوسط، وليس انحسارا بتلك المسافة المزعومة".
وقال رئيس المركز القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية في مصر، جاد القاضي، إن "انخفاض منسوب المياه في تلك الشواطئ يعد ظاهرة طبيعية تحدث كل عام، ومرتبطة بحركة المد والجذر المتعلقة بحركة القمر حول الأرض"، نافياً ارتباط تلك الظاهرة بالزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا.
لبنان
وفي لبنان، تداول نشطاء صوراً ومقاطع فيديو تظهر "انحسار مياه البحر" في عدة مناطق ساحلية ما تسبب في ضجة وحالة من الخوف.
وربط بعض النشطاء الظاهرة، بالزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا مؤخراً.
وفي أعقاب تلك الضجة، أصدر المجلس الوطني للبحوث العلمية بيانا توضيحياً، كشف فيه حقيقة "الظاهرة"، وقال إن "تراجع مياه البحر مرتبط علميا بحركة المد والجزر والتي يمكن أن تكون أقوى في بعض السنوات".
ونفى المجلس صحة ما يتم تداوله عن تراجع البحر بسبب حتمية وصول أمواج تسونامي، مؤكدا أنه "لم يتم تسجيل أي هزة أرضية في البحر المتوسط يمكن أن تسبب هكذا أمواج".
بدوره، أوضح الخبير في علم الزلازل ويلسون رزق لـ"لبنان24" أنّه لا علاقة أبداً بالهزات أو الزلزال الأخير بتراجع مستوى مياه البحر في تلك المنطقة أو في أي منطقة أخرى، مشيراً إلى أنَّ هناك الكثير من العوامل الطبيعية التي تؤدي إلى تصدّعات في بعض الصخور البحرية، وقال: "الربط بين الزلزال والهزات والتصدعات في صخور البحر إلى جانب تراجع مستوى المياه هناك، ليس دقيقاً بدرجة كافية".
مع هذا، فقد لفت رزق إلى أنَّ الفوالق الزلزالية الرئيسية التي تمرّ بلبنان وعددها 3، تتحرّك بشكلٍ دائم ومستمرّ، مشيراً إلى أنّ لبنان يشهد يومياً بين 8 و 10 هزّات أرضيّة بدرجة 2 إلى 3 على مقياس ريختر، إلا أنه ما من أحدٍ يشعر بذلك، وتابع: "الفالق البحري الموجود في لبنان أيضاً يتحرّك بشكل طبيعيّ، ومع هذا فإنه لا صحّة أبداً لكل ما يُثار باستمرار عن إمكانية حصول تسونامي في لبنان الذي يعتبر خارج دائرة الزلازل الكُبرى".
ليبيا
وفي ليبيا، تداول سكان من مدينة بنغازي صوراً ومقاطع فيديو تظهر تراجع مياه البحر إلى مسافات غير مسبوقة.
وأرجع خبراء ما حدث إلى "المد والجزر"، وقالوا إنها ظاهرة طبيعية من مرحلتين تحدث لمياه المحيطات والبحار، وفقا لموقع "المشهد الليبي".
ووفقاً للخبراء فإنّ منسوب المياه يعود لحالته الطبيعية تدريجيا، ولذلك "لا تستدعي الظاهرة القلق".
الجزائر
وفي الجزائر، انتشرت مقاطع ومنشورات أيضا تشير إلى تراجع مياه البحر بسواحل البلاد.
وتحدث نشطاء عن "انسحاب المياه في الشواطئ الشرقية"، ورصد البعض تراجع المياه في الشواطئ الغربية، وتداول نشطاء مقاطع فيديو ترصد الظاهرة، التي تسببت في ضجة بين الجزائريين.
وأكد رئيس الجمعية العلمية الفلكية “البوزجاني” في الجزائر، جمال فهيس، أن تراجع مياه البحر يعود لظاهرة المد والجزر الفلكية الدورية".
وطمأن الجزائريين بأن منسوب المياه يعود لحالته الطبيعية تدريجيا وأنّ الظاهرة لا تستدعي القلق، وفقا لصحيفة "الشروق" الجزائرية.
تونس
وشهدت تونس 12 هزة أرضية قبالة السواحل الشرقية التونسية خلال 5 أيام الأخيرة تراوحت قوتها بين 2.4 و 4.1 درجة، وفقا لـ"المرصد التونسي للطقس والمناخ".
وتعتبر تلك "الرجات خفيفة و متوسطة"، ووقعت وسط البحر بعيدة عن السكان ولا تشكل خطرا و لن تتسبب في تكون موجات تسونامي، وفقا للمرصد.
وتراجع مياه البحر المتوسط قبالة عدة شواطئ تونسية، لكن المرصد أكد أنه "لا علاقة للتراجع والانحسار بالزلازل".
وأكد المرصد أن ذلك التراجع "ظاهرة طبيعية متعلقة بالمد و الجزر و التيارات البحرية"، وهو ما أكده أيضا خبراء في حديثهم لقناة "الوطنية".