لم يعد المنزل مساحة آمنة لنساء كثيرات في لبنان، جرّاء العيش في دائرة عنفية يمارسها عليهم الرجال سواء الأزواج أو الأخوة، الأمر الذي يهدد حياتهن في هذه الفترة.
المخيف في لبنان أن الأوضاع المعيشية الصعبة، تشكل سبباً رئيسياً في ارتفاع معدّلات الجرائم، ومن أبرزها جرائم العنف ضدّ النساء والفتيات.
وفي الآونة الأخيرة، جرائم عدّة هزّت البلاد، وحفرت حزناً عميقاً في اللبنانيين، ولعلّ آخرها جريمة طرابلس التي راحت ضحيتها امرأة على يد طليقها، الذي قتلها بسلاح "بومباكشن" في الشارع على مرأى ومسمع الناس.
وفي بعلبك الهرمل هناك ضحية جديدة، فقد تعرّضت الأستاذة الجامعية زهراء الطشم منذ يومين أمام مخفر الهرمل، لاعتداء مُبرح بالضرب من قبل أخويها، بسبب خلاف يتعلّق بالإرث.
وقد تسبّب الضرب المصوّب مباشرة نحو الرأس واليدين بجروحٍ وأورام، بحسب تقرير الطب الشرعي.
وعبّرت زهراء عن ألمها بمنشور على "فيسبوك"، فكتبت قائلة: "قرأت عن النساء المعنفات، ليّكت الصفحات التي تتابع قضاياهن، تعاطفت مع أوجاعهن النفسية التي تتطلب قوة واحتضانا ودعما حتى لا يستسلمن إلى الإماتة القاتلة لمعاني الحياة فيهن. أسقطت على قراءتي لظاهرة التعنيف ضد المرأة تفسيرات الفلاسفة وعلماء الاجتماع عن البنية الثقافية والهيمنة الذكورية، واللاوعي المجتمعي الذي يكرّسنا مشاريع عنف وضحايا على مذابح الأبوية والذكورية والعرف الاجتماعي والديني".
وأضافت: "لم أتخيل أنني هذا المشروع المحتمل وأن قافلة قهر التعنيف ستشملني انا التي حصّنت نفسي بالعلم وبالفكر. لكن في هذا المجتمع لا حصانة لنا، نحن الهشاشة المستمرة التي يفترسها ذئب الرجل غير آبه بالروادع المنتفية أصلا، لا فلسفة تصف القهر، ولا تنظير يحيط بالوجع".
وتابعت: "المعنّفة مسحوقة حد السقوط النفسي، وحد تهشيم الذات المنكسرة. كنت مطمئنة أن لا عنف ينال مني وأنا محاطة بدفء أبي، لكن يا ابي أخوتي الذكور لا يحبونني حد القتل، لا يريدونني بينهم. تركتني للذئاب تنهشني والذئب أرحم من أخوتي. فماذا فعلت أنا يا أبي؟".