Advertisement

لبنان

كفاح ذوي الإحتياجات الخاصة: حرب جبهاتها كثيرة!

Lebanon 24
03-03-2023 | 22:48
A-
A+
Doc-P-1044126-638135058688039129.jpg
Doc-P-1044126-638135058688039129.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
كتبت كارين عبد النور في "نداء الوطن": لم نستفق بعد من هول زلزال شباط. فمشاهد الموت والدمار التي تسبّب فيها لا تزال شاخصة في الأذهان. وتردّداته لم تعلن وقف إطلاق نارها علينا بعد. صحيح أن الكوارث الطبيعية تزيل الفوارق بين البشر. لكن هذا لا يعني أن يُترك الأقل «قدرة» بيننا لمصيرهم. وهنا ثمّة مَن يسأل: مَن يحمي ذوي الإحتياجات الخاصة، على وجه التحديد، من مخاطر الهزّات والزلازل، إن تكرّرت. وهل مَن يوجّه المجتمع على كيفية التعاطي معهم في حالات مماثلة؟ والأهم، الذي هو أشبه بتساؤل العارف: متى تعير الدولة الإنتباه اللازم لواقعهم – بزلازل أو بدونها؟
Advertisement

هذه بعض الأرقام بداية. فأكثر من مليار شخص حول العالم يعانون شكلاً من أشكال الإعاقة، أي ما يقارب 15% من نسبة سكان العالم، بحسب تقرير الأمم المتحدة للعام 2022. وحوالى 17.4 مليون من بين هؤلاء يعانون اضطرابات نفسية بنسبة تزيد بمقدار أربعة أضعاف عن الأشخاص الذين لا يعانون أيّ إعاقة. في لبنان، تتحدّث الأرقام الرسمية عن حوالى 980 ألف بطاقة معوّق شخصية صادرة عن وزارة الشؤون الاجتماعية. لكن هذه أرقام رسمية لا أكثر. لا غرابة في أن الإعاقات تؤثّر سلباً في الحالة النفسية لذوي الإحتياجات الخاصة، حيث يعانون ضغوطاً متكرّرة ولأكثر من سبب. والضغوط تلك تزيد على وقع المتغيّرات الفجائية كالكوارث الطبيعية. هم كثر – في العالم كما في لبنان - ولا يجب تجاهلهم. فلنغص أكثر.
 
أين الإرشادات؟

البداية مع رئيس الاتحاد الوطني للإعاقة العقلية، د. موسى شرف الدين. فقد أشار في حديث لـ»نداء الوطن» إلى أن العناية بذوي الإعاقة العقلية والنفسية والحركية والبصرية والسمعية يجب أن تكون خاصة. هناك آليات معيّنة لتعاطي هؤلاء مع محيطهم والتكيّف مع العالم الخارجي. «يمكننا، كأشخاص عاديين، التكيّف مع المتغيّرات من حيث الزمان والمكان والمحيط الاجتماعي، كما يمكننا أخذ الاحتياطات اللازمة والتعاطي مع الإنذارات المبكرة بشكل سريع. لكن ما يفتقده ذوو الإعاقة هو التكيّف بهذه البساطة لأن الأمر يتطلّب وقتاً وجهداً وتدريباً»، كما يشرح. هو «روتين» حياة يتكيّف بثلاثة أبعاد ثابتة ودائماً ما يعيشه ذوو الإعاقة: الزمان والمكان والمحيط الاجتماعي - وأي تغيير في أي من تلك الأبعاد يؤدّي حتماً إلى فقدان التوازن في التعاطي. من هنا ضرورة التدريب على اللياقة التكيّفية ما يستلزم الكثير من الوقت والجهد. «لقد لمسنا ذلك بوضوح، مثلاً، إبّان الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان، حيث أصابت الحيرة الصمّ والمكفوفين والمقعدين والجالسين على كراسٍ متحرّكة وغيرهم. لقد أصيبوا بحالة من الضياع التام في مواجهة الوضع المستجدّ»، بحسب شرف الدين.

فماذا عن الكوارث الطبيعية، من انهيارات وزلازل وتسونامي، وتأثيرها السلبي على ذوي الإعاقة؟ هناك حاجة لوجود محاذير صارمة تستدعي العناية بهم، برأي شرف الدين: «نحن نتحدّث عن أشخاص مصابين بإعاقات، فما بالكم بأولئك الذين يتعرّضون لإصابات نتيجة الكوارث الطبيعية؟». ويتابع مناشداً بضرورة تأمين آليات يتدرّب عليها العمّال المدنيّون كما الأهالي والمجتمع المحيط بهم بهدف تأمين المعرفة والدراية بالمخاطر التي تتربّص بهم. «هذه معضلات اعترضتنا أيضاً خلال جائحة كورونا. فالمكفوفون لا قدرة لديهم على عدم تلمّس الأشياء، والصمّ لا يمكنهم الإصغاء إلى المحاذير والتعليمات، من هنا ظهرت مشاكل التكيّف». فما المطلوب إذاً؟ على الجهات المسؤولة القيام بخطوات استباقية لتدريب ذوي الإعاقة على مواجهة أي كارثة أو مفاجأة قد يتعرّضون لها من خلال دورات علاجية تنمّي قدراتهم التكيّفية مع الزمان والمكان والمحيط الاجتماعي. فالإرشادات يُفترض أن تُعطى لهم بطريقة مبسّطة وبالصُوَر (Animated) لاستيعاب أفضل لطبيعة السلوكيات والإجراءات الوقائية الواجب التقيّد بها.

تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك