على رغم تشديده على أنه أحرص ما يكون على أمتن العلاقات مع "التيار الوطني الحر" وبالتحديد في ما خصّ البنود الواردة في ورقة "تفاهم مار مخايل"، لم ينزل كلام الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله سلامًا وبردًا على قلوب عدد كبير من قيادات "التيار"، خصوصًا بعدما رأى هذا البعض في الإعلان الرسمي لدعم ترشيح رئيس تيار "المردة" الوزير السابق سليمان فرنجية تحدّيًا مباشرًا لرئيس "التيار" النائب جبران باسيل، الذي سبق له أن أعلن في وقت سابق أنه يفكرّ جدّيًا في الترشح لرئاسة الجمهورية .
وفي رأي هذه القيادات أن توقيت هذا الإعلان جاء متزامنًا مع تبنّي رئيس مجلس النواب نبيه بري لترشيح فرنجية، مما يعني وفق نظرتهم إلى الأمور، أن نصرالله قطع الطريق أمام باسيل، خصوصًا أنه نقل عنه كلامًا يُقال أنه في حاجة إلى تدقيق، ومفاده أن رئيس "التيار" صارح سماحة السيد في اللقاء الرمضاني، الذي جمعه مع فرنجية، بأنه لا يفكرّ في الترشح، وأن حظوظه غير متوافرة.
وهذا الجدال سيُدخل البلاد في سجال طويل وعريض، مع العلم أن الجيش الالكتروني لكلا الطرفين هو على أهبة الاستعداد منذ أن دخلت العلاقة الثنائية بين "التيار" و"الحزب" مرحلة القطيعة غير الرسمية.
وعلّقت أوساط سياسيّة متابعة على كلام نصرالله وقالت إنّه تقصّد التطرّق لما دار بينه وبين باسيل خلال إجتماعهما الأخير. وأشارت إلى أنّ نصرالله سمّى فرنجيّة بعدما قال إنّ باسيل لديه الصفات عينها التي تنطبق على مرشّحه، لكنّه ركّز على أنّ الأخير لم يُعلن عن ترشّيحه، لذا، لم يتبقَ للضاحيّة الجنوبيّة سوى رئيس "المردة".
واعتبرت الأوساط أنّ نصرالله لم يُقصِ باسيل من المعادلة الرئاسيّة، وحرص على القول إنّ رئيس "التيّار" هو من ابتعد عن السباق الرئاسيّ عبر عدم ترشّحه.
وأضافت الأوساط أنّ نصرالله يُدرك أنّ باسيل لا يستطيع أنّ يصل إلى الرئاسة، لأنّ الظروف التي أوصلت الرئيس السابق ميشال عون تغيّرت كثيراً، وإذا أقدم على خطوة الترشّح، فإنّه سينال عدداً قليلاً من الأصوات.