لبّى وزير الاعلام في حكومة تصريف الأعمال الإعلام زياد المكاري دعوة رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام المطران أنطوان نبيل العنداري الى لقاء صحافي في المركز الكاثوليكي للإعلام في جل الديب بعنوان "دور وسائل الإعلام وشبكات التواصل في بناء ثقافة السلام"، وشارك فيه مدير المركز الاب عبده أبو كس، نقيب الصحافة عوني الكعكي، نائبة رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام ندى طانيوس وأعضاء اللجنة واعلاميون.
بداية رحب المطران العنداري بالحضور وبالوزير المكاري، ورأى انَّ" العَولَمَة، كما أَكَّدَ البابا الراحِل بندكتوس السادِس عَشَر، في رِسالَتِهِ العَامَّة " ألمَحَبَّة في الحَقيقَة " سَنَة 2009 تُقَرِّبُنَا لكنَّها لا تَجعَلُنَا إِخوَة".
وسأل العنداري:" أَينَ نَحنُ مِن ثَقافَةِ السَلام؟ أَينَ نحنُ مِنَ التَربِيَة على السَلام ومَن مَجموعَةِ القِيَمِ وَالمَواقِف والتَقاليد وأَنماطِ السُلوك وَسُبَلِ الحَياةِ التي تَستَنِدُ إَلى احتِرامِ الحَياة ومَباديءِ السِيَادَة، وحُرِّيَةِ التَعبير،واحتِرامِ حُقوقِ الإِنسان؟ أَينَ نَحنُ مِنَ التَسامُحِ والتَنَوُّعِ الثَقافي والتَعَدُّدِيَةِ؟، واللائحَةُ تَطول"، مشدداً على أن "العالم اليوم بحَاجَةٍ إِلى ثَقافَةِ سَلامٍ وتَربِيَةٍ على السَلام بَعيداً من التَشهيرِ والتَجريحِ والفئويّةِ واختِلاقِ الأكاذيب دونَ ضوابط. ما هُوَ دَورُ وَسائلِ الإِعلامِ وشَبَكاتِ التَواصُل الإِجتِماعي في بِنَاءِ ثَقافَةِ السَلام".
من جهته، شكر المكاري للمطران العنداري وللاب ابو كسم "الدعوة الكريمة الى هذا اللقاء المُفيدِ في زَمنِ التخبُّطِ على كلِ الصعد، اعلاميا وسياسيا معيشيا".
وأكد "دور وسائل الاعلام وشبكاتِ التواصل في بناء ثقافة السلام"، مضيفاً: "ما أحْوَجَنا الى التواصُلِ وما أبعدَنا عنِ السلام. ما أحوَجَنا الى التواصلِ ونحنُ في عصرِ التواصُل. معادَلُةٌ شديدةُ الغَرابَة في زَمَنٍ كثُرَ فيه الكلامُ على كلِّ المنابرِ والمِنصّاتِ، وقلَّتِ المسؤولية".
اضاف: "عندما يكثُرُ الكلامُ يكثرُ معه الخطأ، وقد يتأتّى هذا الخطأُ من حماسةٍ زائدةٍ أو من ردِّ فعلٍ تِلقائيّ أو حتّى من دافِعِ حُبِّ الظُهورِ والنشاطِ المُفرِط على وسائلِ التواصُل الاجتماعي. وما إنْ نقعُ في الخطأ حتى نَصلُ سريعًا الى الخطيئة، وهكذا تتحوّلُ شبكاتُ التواصُلِ الى أدواتِ انفصالٍ اجتماعيّ بفعلِ الشَّحنِ الدائمِ والّلحظَويِ الناتجِ من النَّشرِ المُتسَرِّعِ والمُرتَجَل والانفعاليّ".
وتابع: "وهنا يبرُزُ السؤال: هل هذا من الإعلامِ في شيء؟ ومتى كانَ دورُ الإعلامِ جانِحًا الى الخِفّةِ في التَّعليقِ والبذاءَةِ في الردّ والتوتُّرُ في النشر؟ أينَ ثقافةُ بناءِ السلامِ من هذا المشهدِ المُظلِم؟".
وقال: "قد يسألُ أحدُكُم ماذا عن حُريةِ الرأي؟ وأُجيبُ بسؤالٍ استِتْباعًا: متى كانت الحُريةُ إساءةً الى الآخرين؟ متى كانت تحرُّرًا من المسؤولية والوعي والعقل والحكمة؟".
وشدد على ان" الحريةُ قيمةٌ يجدُرُ بنا صونُها من كلِ إساءةِ استخدام، وتنزيهُها عن كلِ إسفافٍ في التعبير أو خفّةٍ في التصريح. ولعلَّ ما ينبغي أن يُحفِّزَنا في أيامِنا هذه على التأنّي في النشر هو السُرعةُ الهائلة في تناقُل مضمونِ الكلامِ ثمَّ السرعةُ الأكبر في الردّ والردّ على الردّ والاشتباك الى ما لا نهاية، بأساليبَ لا تَرقى الى رسالةِ الإعلام الواعي والُمتَّزِن".
وختاما كانت كلمة للاب ابو كسم قال فيها: "كل السلطات في لبنان تعطّلت واستقالت من دورها، تبقى السلطة الرابعة، وهي السلطة الاقوى، اذا ما حافظت على رسالتها، هي السلطة المهمّة التي تلعب دورها في الحرب والسلم، تحافظ على لبنان وطن الحريّة والسلام".
وأضاف: "آن الاوان، واليوم قبل الغد، أن نتحمّل مسؤوليّاتنا الاعلاميّة بجرأة وإقدام لنقف في وجه من يستثمرون في وسائل الإعلام من أجل تحقيق مكاسب خسيسة".
في سياق آخر، قال المكاري في حديث الى اذاعة "لبنان الحر" إن "النواب المسيحيين سيلبون دعوة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ليوم صلاة وتوبة في بيت عنيا-حريصا، لكن للأسف لن يتوبوا ولن ينتخبوا رئيساً للجمهورية".
وأضاف: "سنرى قريباً كيف أنه لن يمكننا تعيين أي موظف في أي مركز بعد تقاعد الاصيل وسيحل محله نائبه". (الوكالة الوطنية)