فنان آخر من الزمن الجميل يسقط عن صهوة جواده، وفي جعبته مسيرة فنية عريقة. هو الفنان الكبير إيلي شويري، الذي رحل عن عمر يناهز الـ84 عاماً، إلى "الشمس التي لا تغيب". غنّى مع الرحابنة فكان نجمًا لامعًا. لحّن وكان لأوتار لحنه الشجن والآهات.
ولد إيلي شويري في بيروت في 27 كانون الاول من عام 1939. وفي العام 1966 تزوج من عايدة أبي عاد ورزق منها ثلاث بنات: نيكول وكارول وسيلينا.
إثر خلاف مع الرحابنة انفصل شويري عنهم ولجأ الى وسيلة مسموعة ليخرج ما في أعماقه من مشاعر واحاسيس ساورته بعد اندلاع الحرب عام 1975 وقدم بالتعاون مع الصحافي الراحل سامي غميقة برنامج "يا الله" وهو انتقادي اجتماعي لاقى نجاحاً عبر اثير اذاعة "صوت لبنان". ثم التقى الشحرورة صباح في مسرحية "ست الكل" وكانت فاتحة خير جديدة لمسيرته الفنية، فكتب ولحّن "تعلا وتتعمّر يا دار" وذاع صيته وأرسلت الحكومة السورية في طلبه وأخذ يحيي حفلة تلو الاخرى.
وكان ايلي شويري أوجد شهرة اكثر من فنان، وبينهم داليدا رحمة فكتب لها مسرحية "قاووش الافراح"، وغنت له "يا بلح زغلولي".
وكذلك غنت له ماجدة الرومي "سقط القناع" و"مين النا غيرك" و"ما زال العمر حرامي".
نسج ايلي شويري شبكة صداقات مع قلة من زملاء المهنة، ليشكلوا رفقاء الدرب وبينهم الراحل فيلمون وهبي ونصري شمس الدين. الا ان الاقرب اليه هو ملحم بركات، فكانا يمضيان اياما كثيرة مع بعضهما، يتذكران فيها محطات من الماضي خصوصا اثناء ممارستهما هواية الصيد.
كان يفتخر ايلي شويري بكونه ولد في العصر الذهبي للفن مع محمد عبدالوهاب وام كلثوم ورياض السنباطي وعبدالحليم حافظ وكارم محمود ومحمد عبد المطلب وفايزة احمد وغيرهم من عمالقة الفن الذين رسموا خريطة الاغنية العربية.
أسرة "لبنان 24" تتقدّم بأحرّ التعازي من عائلة الفقيد سائلة الله أن يلهمهما الصبر والسلوان.