من الواضح، وبحسب كل التسريبات الاعلامية والسياسية، ان الموقف السعودي المستجد من الاستحقاق الرئاسي قائم على مسارين، الاول عدم رفض وصول رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية وهذا يتوافق مع فكرة التسوية في المنطقة، والثاني هو عدم الضغط على حلفاء المملكة للقبول به، وهذا يتوافق مع عدم رغبة الرياض بتسليم كل اوراقها في هذه اللحظة او كسر حلفائها اليوم.
يعتقد البعض ان التموضع السعودي رئاسيا لن يستكمل بقبول علني بسليمان فرنجية وبالضغط على من تمون عليهم الرياض للسير به قبل الوصول الى مصالحة مع حزب الله، يمعنى ان تصل التسويات التي تقوم بها السعودية مع القوى السياسية والدول في المنطقة الى حارة حريك، عندها، وبعد الاتفاق مع الحزب على تفاصيل المرحلة المقبلة، سنكون امام مشهد اخر.
وبحسب مصادر مطلعة فإنه حتى ذلك الوقت، الذي قد يكون قريبا او بعيدا، فان المجال مفتوح امام حلفاء الرياض للقيام بخطواتهم السياسية لانقاذ انفسهم من وصول رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، اي ان الهامش الذي تم اعطاؤهم اياه، سيمكنهم من خوض معركتهم الاخيرة في محاولة للوصول الى رئيس توافقي يجنبهم "كأس فرنجية".
ولعل اكثر المعنيين في هذا الامر هو حزب القوات اللبنانية الذي كثف في الايام الماضية اتصالاته من اجل الوصول الى تسوية كاملة مع قوى المعارضة والاتفاق على ترشيح شخصية ودعمها رئاسيا في مواجهة فرنجية، حتى لو لم يكن ممكنا التوافق مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، اذ انه ، وفي حال توافقت قوى المعارضة والتغيير على اسم شخصية ووحدت الكتل النيابية للتصويت لها، سيصبح التمسك بفرنجية جزءا من عملية التعطيل خصوصا وان التوازن في عدد الاصوات بين المرشحين سيكون كبيرا وسيدفع الى طرح فكرة الذهاب الى مرشح ثالث يرضى عنه الجميع.
نقطة ضعف فرنجية الوحيدة اليوم هي عدم وجود اي غطاء مسيحي له، وهذا ما قد تعمل القوات اللبنانية عليه للقول انها جاهزة للسير بمرشح تسوية يقبل به الحزب ويؤمن له الضمانات بشرط ان لا يكون مرشحا لصيقا بحارة حريك كفرنجية الذي لا يملك امكانية خوض معركة رئاسية رابحة بسبب ضعفه مسيحيا.
ستخوض القوات اللبنانية معركة شرسة لقطع الطريق على فرنجية في سباق واضح مع الوقت قبل ان تصل رياح التسوية بشكل كامل الى لبنان وتؤدي الى احراج حلفاء السعودية، خصوصا وان مسار التسوية يظهر ان السعودية هي التي تقترب رئاسيا من الطرف الاخر وليس العكس..