محوران اساسيان في الداخل شغلا في الساعات الأخيرة الاهتمامات وسط محاولات رصد ما يحصل على كل منهما وهما محور التحرك المتواصل بوتيرة غير عادية للسفير السعودي في لبنان وليد بخاري، ومحور الاجتماعات والاتصالات الكثيفة بعيدا من الأضواء بين القوى المعارضة وسط مناخات الغموض التصاعدي التي تغلف مصير ترشيح رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية والذي وان كان لبى دعوة السفير السعودي امس الى دارة الاخير في اليرزة فان أجواء الملاطفة الدافئة بينهما لا تعني ما سعى الفريق الداعم لفرنجية الى تعميمه من ان فرصة اقترابه من بعبدا قد زادت، وفق ما كتبت" النهار".
أضافت:" علم ان ما سمعه فرنجية من السفير هو نفسه ما سمعه سائر الافرقاء الاخرين لجهة ان بلاده ليس لديها أي مشكلة مع احد فلا تأييد لاحد ولا فيتو على احد، وتاليا على اللبنانيين ان يختاروا رئيسهم ويتحملوا مسؤولية قرارهم وهي خلاصة تعيد المعركة الى الداخل .
ونقلت معلومات ان لقاء السفير السعودي وفرنجية لم يغير في موقف المملكة ازاء ما اعلنته لجهة الاستحقاق الرئاسي اللبناني، فالموقف الذي ابلغه بخاري الى المعنيين في 3 ايار ما زال على حاله، ولن يتبدل بين ليلة وضحاها، هي على حياد ولا فيتو على اي مرشح ، من هنا يمكن للسفير ان يستقبل فرنجية تماما كما اي مرشح آخر، ولا داعي للاستثمار في الزيارة اكثر مما تحتمل.
ومع زيارة فرنجية الى السفارة السعودية امس استكملت تقريبا خارطة اللقاءات التي اجراها السفير بخاري .وبعد اللقاء الذي جمعه صباحا الى بخاري في اليرزة حيث تناولا الفطور معا غرد فرنجية: "شكراً على دعوة سفير المملكة العربية السعودية الكريمة، اللقاء كان وديّاً وممتازاً".
وبعد الظهر، زار البخاري "تكتل الاعتدال الوطني" في مقره في الصيفي واعلن "التكتل" مجددا بعد اللقاء انه "يتعهد عدم مقاطعة أي جلسة لانتخاب رئيس الجمهورية وسندعم أي مرشح يلتزم وثيقة الوفاق الوطني واتفاق الطائف ويحافظ على العلاقات مع العرب والخليج العربي".
وكتبت" نداءالوطن": سارع "حزب الله" إعلامياً الى إثارة الغبار عبر الحديث عما أسماه "ليونة سعودية في الاستحقاق الرئاسي، وعدم معارضة الرياض وصول فرنجية الى قصر بعبدا!". وأردف "الحزب" أن "السعودية لا تعارض وصول فرنجية وتدعو لعدم إطالة أمد الفراغ في الرئاسة الاولى".لكن هذا التوظيف الممانع، لزيارة فرنجية لدارة البخاري سرعان ما تهاوى. وبحسب معلومات "نداء الوطن" فإن الديبلوماسي السعودي "قام بواجب الضيافة كما يفعل دوماً مع الجميع. وهذا الواجب يتخلله الكثير من المجاملة التي تنطوي على لطف في الكلام، وهذا جزء من أدبيات البخاري، لكن هذه اللياقات المتحدرة من عالم الضيافة العربية، لم تصل الى الواقع السياسي في لبنان إلا بنزرٍ قليل من الكلام الذي بقي في إطار الموقف المعلن للمملكة من الملف الرئاسي". وخلاصة هذه المعطيات تعكس "الصحيح" حول لقاء البخاري بفرنجية وهي أصدق إنباء من تأويلات فريق الممانعة المعلنة وتسريبات عين التينة.وفيما يتوقع أن يزور البخاري اليوم المرشح ميشال معوض تحدثت المعلومات عن "إتصال" أجراه فرنجية بقيادة "حزب الله" من اجل التنسيق المسبق في شأن ذهابه الى السفارة، فسمع من حارة حريك: "إتكل على الله، وافعل ما تراه مناسباً".
وكتبت" الاخبار"؛ قرأت مصادر متابعة في دعوة البخاري لفرنجية «رسالة جديدة» هدفها «تأكيد الموقف السعودي الذي يميل إلى عدم خوض معركة رئاسية في لبنان». وقالت إن البخاري كرّر أمام فرنجية «عدم وجود فيتو سعودي على شخصه، وعدم وجود فيتو على أحد، وإن الرياض تأمل في انتخاب رئيس جديد في أقرب وقت ممكن».
تحليلات مصادر معارضة بأن البخاري أبلغ ضيفه أن «لا حظوظ له» وأن اللقاء «ليس رسالة وديّة من المملكة»، ناقضها وصف فرنجية للقاء بـ«الودي والممتاز»، وهو نقل هذه الأجواء إلى حزب الله ورئيس مجلس النواب نبيه بري وآخرين، مشيراً إلى أن السفير البخاري تعامل معه «بودّ وترحيب كبيرين، وأكد له أن لا فيتو سعودياً على اسمه، وسمع منه أجوبة عن عدد من المواضيع المرتبطة بالأزمة»، وبالتالي، نقل زوار عين التينة أن «الوضع ممتاز».وبينما أثارت الزيارة، في الشكل، استياءً لدى البعض من فكرة أن «حضور فرنجية إلى السفارة السعودية لا يليق بمرشح رئاسي»، أكدت مصادر مطلعة أنه «لم يكُن هناك من موعد محدد لزيارة للبخاري إلى بنشعي كما أُشيع، وأن السفير هو من دعا فرنجية فلبّى الدعوة»، مشيرة إلى أن «التحضير للفطور لم يكن خطوة فردية أو من جانب واحد، بل كانت له مواكبة فرنسية وداخلية من عدد من الأطراف بينهم الرئيس بري». ووصفت دوائر مراقِبة اللقاء بأنه «أكثر من طبيعي، إذ لا مبرّر أن يجتمع البخاري بغالبية القوى السياسية ولا يلتقي فرنجية»، غير أنها لم تسقط من حسابها أن تكون هذه الدعوة محاولة لاصطياد عصفورين بحجر واحد: التأكيد على عدم وجود فيتو، وطمأنة الأطراف الحائرة في حسم موقفها من انتخاب فرنجية لا سيما النواب السنة. علماً أن الجميع لا يزال يراقب سلوك رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي يفترض أن يقدّم مقاربته الرئاسية خلال إطلالة إعلامية الاثنين المقبل.
وكتبت" اللواء": افادت معلومات أن بخاري، أكد لتكتل الاعتدال الوطني أن «لا مرشح للسعودية وأن لا فيتو لديها على احد ولا فيتو على سليمان فرنجية».
ولدى سؤاله عما اذا كان اللقاء بدّد هواجس بلاده، اوضح البخاري ان ليست لديه هواجس تجاه فرنجية بل بعض الملاحظات وقد توضّحت.
وشدد السفير السعودي على ضرورة انجاز انتخابات الرئاسة في اسرع وقت وتحديدا قبل نهاية هذا الشهر.
وحسب مصادر قيادية في «حزب الله» فإن اللقاء، ممتاز على الجملة، وهو مؤشر ايجابي على التبدلات التي يشهدها ملف الانتخابات الرئاسية وتحديدا موقف المملكة من فرنجية كرئيس اكيد للجمهورية.
لم تكتفِ المصادر بوصف اللقاء بالايجابي فقط ، بل وضعته في اطار الخطوات التمهيدية لإنهاء الشغور الرئاسي والاستعداد للتعاون مع اي مرشح رئيساً.
واعتبرت المصادر االكلام السعودي هو بداية التحول في موقف المملكة، ومن المنتظر ان تتبعه مواقف وخطوات اكثر وضوحا سوف تساعد «المتململين» من ترشيح فرنجية لتغيير موقفهم واقله تامين النصاب في مجلس النواب لانتخابه.
هنا تحديدا، تحدثت المصادر في «الثنائي الشيعي» عن حراك دبلوماسي وسياسي غير معلن لمواكبة مجريات القمة العربية التي ستعقد في الرياض في شقها اللبناني من ناحية تامين توافق الكتل اللبنانية المعارضة لفرنجية على مرشح لمواجهته، بحيث تتم الدعوة الى جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية مباشرة بعد القمة.
وذكرت «البناء»ان أجواء اللقاء كانت إيجابية وتخلله فطور وقهوة و»صبحيّة» بدعوة من السفير السعودي، واستمر حوالي ساعة.وإذ لم يدل فرنجية بأي تصريح، غرّد فرنجية بعد اللقاء: «شكراً على دعوة سفير المملكة العربية السعودية الكريمة، اللقاء كان وديّاً وممتازاً».وأشارت أوساط سياسية لـ»البناء» إلى أنه «بعكس كل الأجواء التي توحي بانفراط عقد التسوية التي دفعت لإنجازها فرنسا أي فرنجية، مقابل رئيس حكومة محسوب على الفريق الأميركي – السعودي في لبنان، وبالتالي تراجع حظوظ رئيس المردة، لكنه لا يزال المرشح الأوفر حظاً انطلاقاً من قاعدتين: الأولى أنه يحظى بجبهة نيابية عريضة تقارب الخمسين صوتاً، والثانية عدم اتفاق قوى المعارضة والتيار الوطني الحر على مرشح بديل ينافس فرنجية». ولفتت المصادر الى أن جميع المرشحين الذين يتم التداول بأسمائهم لم يحظوا بتوافق ولم يجمعوا أكثر من 40 صوتاً، فكيف يطلبون تنازل فريق ثنائي حركة أمل وحزب الله عن فرنجية؟».