التقى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، في دارة رئيس اتحاد بلديات قضاء بشري ايلي مخلوف في بقاعكفرا، البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي.
وتباحث المجتمعون، على مدار ساعة من الوقت، في آخر التطورات السياسية في البلاد خصوصا انتخابات رئاسة الجمهورية، كما تداولوا في آخر ما آلت إليه التحقيقات والمسار القضائي في جريمة القرنة السوداء وترسيم الحدود في تلك المنطقة.
وأتى اللقاء قبيل العشاء الذي أقامه رئيس الإتحاد إيلي مخلوف في دارته للبطريرك عقب ترؤس الأخير قداس عيد القديس شربل في باحة كنيسة مار حوشب في بقاعكفرا.
وفي كلمة له، قال رئيس "القوات": "اليوم عيد القديس شربل الذي هو قديسنا جميعا وقديس الكثيرين من اللبنانيين وكنت أفضل عدم التطرق للمواضيع السياسية وأن تقتصر الكلمات على الروحانيات وسيرة القديس وكل ما يعنيه لنا وأعتقد أن غبطته وكل من تكلموا خلال القداس الإحتفالي "كفوا ووفوا" في هذا المجال، ولكن انطلاقا من ظروف البلاد أجدني مضطرا للتطرق إلى بعض النقاط السياسية كي تكون الأمور واضحة".
أضاف: "النقطة الأولى التي أود التطرق لها هي القرنة السوداء، وأود باسم الحاضرين هنا جميعا وباسم أهالي الجبة وأبناء مدينة بشري، أن أعود وأتوجه بالعزاء الحار جدا جدا جدا لأهالي هيثم ومالك طوق اللذين لم يستشهدا للا شيء وصدفة أو أنهما كانا يهتمان بأمورهما الشخصية، استشهدا لأنهما كانا يعيشان قناعتهما، وهذه هي قناعتهما تحديدا، واستشهدا في منطقة هي أبعد ما يكون عن أماكن الرفاهية والراحة وبالتالي يجب أن نتوقف مطولا عند استشهادهما ونعتبر أنه أمانة في أعناقنا جميعا. الخلاف على القرنة السوداء، التي لطالما كان يطلق عليها اسم قرنة الشهداء، هو بين بلدتين عزيزتين هما بشري وبقاعصفرين، ومهما كانت الخلافات كبيرة من الممكن إيجاد الحلول لها اللهم ألا ننسى أبدا أننا بلدتين متجاورتين صديقتين، كنا ولا نزال كذلك، إلا أننا لكي نتمكن من الإستمرار على هذا المنوال من المهم جدا أن يتم وضع النقاط على الحروف بشكل علمي لكي يصل كل صاحب حق إلى حقه".
وسأل: "أتأسف جدا لما سمعناه في الأيام الماضية من محاولات للتدخل في التحقيقات الجنائية، وثانيا أن يستكمل التحقيق القائم منذ ثلاث سنوات لترسيم الحدود بين بشري وبقاعصفرين حتى النهاية وأن يختتم كما يجب، وساعتئذ تقوم بلدتا بشري وبقاعصفرين بالالتزام بالقرارات القضائية وعندها يكون قد وصل لكل صاحب حق حقه، وتنتفي أسباب الخلاف كما تنتفي مستقبلا أي إمكانية لوقوع حوادث كالتي شهدناها في الأسابيع المنصرمة".
وسأل: "إذا لم تتبين الأمور اليوم وبكل وضوح بعد كل ما حصل فمتى سيحصل ذلك؟ وبالتالي نحن جميعا، كنواب بشري وأهلها وكحزب قوات لبنانية، وانطلاقا من رغبتنا في أن يبقى أهالي بشري وبقاعصفرين إخوة يسيرون سوية في هذا التاريخ، نجد أنه من الضروري جدا أن تظهر أولا الحقائق كما هي في ما يتعلق بالتحقيقات الجارية في جريمة القرنة".
وتطرق جعجع لموضوع اللاجئين السوريين في لبنان، وقال: "البعض في لبنان يحاولون دائما تحوير الأمور، لأنه لا يمكن لأحد أن يعطي أوامر للبنان، لأن القرار في مسألة اللاجئين السوريين هو قرار سيادي بامتياز وجل ما في الأمر أن ما صدر عن البرلمان الأوروبي هو مجرد توصيات غير ملزمة للبنان أبدا، والتي أتت بشقها المتعلق باللاجئين السوريين مجافية للواقع تماما ولم تأخذ بعين الإعتبار أن للبنان شعبا ودولة وقرارا سياديا وتعاطى مع المسألة تبعا لقاعدة أن هذه مشكلة "بدو يشيلا عن ضهرو"، لذا أتت التوصيات على أنه يجب على اللاجئين أن يبقوا في لبنان. هذه الأرض أرضنا والقرار يعود لنا، ومسألة قبول أي فرد كلاجئ أو لا هو قرار سيادي نتخذه نحن، وإذا كانت بعض الدول في الإتحاد الأوروبي لا يعجبها هذا الأمر لتأخذهم كلاجئين على أراضيها ساعة تشاء و"مية ألف أهلا وسهلا".
وتطرق أخيراً إلى موضوع انتخابات رئاسة الجمهورية، وقال: "تداولت مع صاحب الغبطة بشكل مطول في موضوع الإنتخابات الرئاسية، المسألة لا حلين لها وإنما حل واحد وبكل صراحة "ما يعزبوا قلبن"، وليتوقفوا عن الإنتظار والاستجارة بفرنسا والذهاب إلى قطر والقاهرة والعودة بعدها إلى لبنان، لهذه المسألة حل واحد بسيط طبيعي منطقي دستوري وهو أن يقوم النواب بمجلس النواب بانتخاب رئيس".
واستطرد: "كانوا يقولون إن ميزان القوى في مجلس النواب لا يسمح بانتخاب رئيس، ومن هذا المنطلق أسأل كل من عطلوا نصاب جلسة 14 حزيران، لماذا خرجتم من الجلسة إن كان صحيحا ما تدعونه بأن ميزان القوى لا يسمح بانتخاب رئيس؟ لماذا لم تبقوا لدورة ثانية وثالثة ورابعة إلى حين انتخاب رئيس؟ في حال تم ذلك ليس هناك من فريق بيننا يمكنه ضمان من هو الرئيس الذي سينتخب ولكن عندما تصبح الأمور اضطرارية عندها على الجميع أن يحضروا لانتخاب رئيس".