منذ سنوات وقرية الغجر تشكل نقطة حساسة بين لبنان وإسرائيل. وتقع هذه القرية المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل وسوريا. وبعد مرور فترة من الهدوء، ها قد استعر الخلاف مرة أخرى.
ما سبب التوتر؟
وبحسب صحيفة "Los Angeles Times" الأميركية، "أقدمت القوات الإسرائيلية على انشاء سياج شائك وبناءِ جدارٍ اسمنتي حول بلدة الغجر، تحديداً في القسم الواقع في الأراضي اللبنانية، وهذا الأمر دفع حزب الله للتنديد بهذه الخطوة. وساهم تبادل لإطلاق النار في المنطقة مؤخراً في إثارة مخاوف من أن النزاع قد يؤدي إلى مزيد من العنف. وجاء هذا التوتر ليزيد على سلسلة التوترات السابقة على طول الحدود اللبنانية الإسرائيلية، حيث خاض حزب الله المدعوم من إيران وإسرائيل حربًا مدمرة استمرت 34 يومًا في صيف عام 2006. ومنذ ذلك الحين، تجنب الطرفان في الدخول في معركة مباشرة، على الرغم من تصاعد التوتر المتكرر، إلا أن كل منهما يقول باستمرار أن صراعًا جديدًا يمكن أن يندلع في أي وقت".
تاريخ الصراع
وتابعت الصحيفة، "هذا النزاع يشكل نقطة حساسة جديدة وسط اضطرابات أوسع نطاقا في الشرق الأوسط. ويعتبر تقسيم القرية نتيجة ثانوية غير عادية لعقود من الصراع بين إسرائيل وجيرانها. كانت الغجر ذات يوم جزءًا من سوريا ولكن احتلتها إسرائيل في حرب الشرق الأوسط عام 1967 وأصبحت جزءاً من مرتفعات الجولان السورية، التي احتلتها إسرائيل وضمتها لاحقًا، إلا أن هذه الخطوة لم تحظً باعتراف دولي كبير. عندما انسحبت إسرائيل من لبنان في أيار 2000، قرر مراقبو الأمم المتحدة الذين رسموا الحدود المؤقتة أن الجزء الشمالي من الغجر يقع في لبنان والجزء الجنوبي منه في الجولان، وبالتالي أصبحت المنطقة منقسمة إلى قسمين. بعد ست سنوات، توغلت القوات الإسرائيلية في الجزء الشمالي من قرية الغجر خلال حرب 2006، وبالتالي أعادت احتلال الجزء الشمالي من البلدة، ويطالب لبنان منذ ذلك الحين باستعادته. بموجب الهدنة التي أنهت قتال عام 2006، وافقت إسرائيل على الانسحاب من قرية الغجر، لكنها أرادت التوصل إلى ترتيب لمنع حزب الله من دخول القرية".
آخر المستجدات
وأضافت الصحيفة، "في رد واضح على بناء الجدار، أقام حزب الله خيمتين في الجوار، إحداهما في منطقة مزارع شبعا، التي تطالب كل من لبنان وإسرائيل بها. وقدمت إسرائيل شكوى إلى الأمم المتحدة، مدعية أن الخيمتين كانتا على بعد عشرات الأمتار داخل الأراضي الإسرائيلية، أما حزب الله فيقول إنها موجودة داخل الأراضي اللبنانية. في الأسبوع الماضي، أُطلق صاروخ مضاد للدبابات من لبنان بالقرب من قرية الغجر، وسقطت بعض من شظاياه في لبنان وأخرى داخل الأراضي الإسرائيلية. وبدورها، أطلقت إسرائيل قذائف على أطراف بلدة كفرشوبا المجاورة. أما الأربعاء، فأصيب ثلاثة عناصر من حزب الله بنيران إسرائيلية في قرية حدودية بجنوب لبنان. ويوم الاثنين، التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع المبعوث الخاص للرئيس جو بايدن للطاقة، آموس هوكشتاين، حيث ناقشا خلاله "القضايا الإقليمية". وقالت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية إن نتنياهو وهوكشتاين ناقشا التوترات على طول الحدود مع لبنان".
وبحسب الصحيفة، "قال العديد من المحللين في وسائل الإعلام اللبنانية إن أياً من الجانبين لا يريد حرباً جديدة. لكن المحلل السياسي فيصل عبد الساتر حذر من أن الوضع محفوف بالمخاطر، مع وجود كل من حزب الله وإسرائيل في حالة تأهب، قائلاً: "من يطلق الطلقة الأولى سيتحمل مسؤولية العواقب".