شرع الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان بجولته الجديدة في بيروت منطلقا هذه المرة من طرح الدور الفرنسي في اطار مختلف عن السابق، حيث طرح على الذين التقاهم فكرة حوار يعقد في أيلول في مقر السفارة الفرنسية يتم خلاله الاتفاق على مواصفات الرئيس وليس على الاسم على ان يتم الذهاب بعد ذلك مباشرة الى مجلس النواب وفتح جلسات متتالية من دون تعطيل بما ينتج انتخاب رئيس الجمهورية. واللافت ان لودريان اصر خلال لقاءاته على الحصول على جواب ضمن اللقاء وعدم اخذ وقت للاخذ والرد. كما انه لم يأت على ذكر المبادرة السابقة او أي اسم .
وأوضحت دوائر رئاسة الحكومة أن لا لقاء بين رئيس حكومة تصريف الأعمال ميقاتي ولودريان واجتماعاته ستقتصر فقط على المعنيين مباشرة بانتخاب رئيس للجمهورية.
وكتبت" نداء الوطن": أنّ الموفد الفرنسي طرح على من التقاهم موضوع تنظيم حوار في أيلول المقبل يستضيفه قصر الصنوبر، وسيكون هدفه البحث في مواصفات رئيس الجمهورية المقبل من دون طرح الأسماء، على أن يلي الحوار انعقاد الجلسة الـ13 لإنتخاب الرئيس الجديد. ولدى سؤال مصادر المعلومات لماذا الحوار في أيلول وليس في آب الذي شارف على الحلول؟ رجّحت أنّ السبب هو إعطاء فريق الممانعة فرصة لإيجاد مخرج لسحب مرشحه سليمان فرنجية. ولاحظت المصادر أن لودريان لم يذكر المبادرة الفرنسية السابقة.وحاولت «نداء الوطن» معرفة أبعاد عبارة بري حول «الكوّة»، فلم تجد في أوساطه من يفسّرها لعدم وجود معطيات، علماً أنّ هذه العبارة تناقض ما صرح به أمس حول تمسّكه بترشيح فرنجية. وهذا ما يرجّح أنّ المقصود مجرد «بث أجواء ايجابية». أما معطيات «حزب الله» فتفيد أنّ لودريان باشر عرض ما انتهت اليه اللجنة الخماسية في الدوحة ولقاءاته في السعودية. وأوضح أنّ اللجنة أمهلته حتى تشرين الأول المقبل لإنجاز مهمة الوساطة التي يقوم بها. وسيكون هدف الحوار، بحسب ما أورد «الحزب» منسوباً للودريان، هو التركيز على شخصية الرئيس المقبل وبرنامج عمله للسنوات الست المقبلة.
وكان لودريان زار أولا عين التينة، حيث التقى الرئيس برّي في حضور السفيرة الفرنسية آن غريو واستمر اللقاء لأكثر من خمس وأربعين دقيقة. ووصف برّي اللقاء مع الموفد الفرنسي بانه "جيد" وقال: "يمكننا القول أن كوة في جدار الملف الرئاسي قد فتحت". وبعدها التقى لودريان في قصر الصنوبر تباعا رئيس كتلة "اللقاء الديموقراطي" النائب تيمور جنبلاط ثم التقى رئيس الحزب النائب سامي الجميل ثم رئيس حركة الاستقلال النائب ميشال معوض . واكد جنبلاط امام الموفد الفرنسي "ضرورة الكف عن إضاعة الوقت وانتخاب رئيس للجمهورية وشدد على التمسك بالحوار بلا شروط مسبقة كمدخل للتوصل الى التوافق الداخلي المطلوب لانجاز هذا الاستحقاق ". وسيكمل لودريان لقاءاته اليوم وابرزها مع الدكتور سمير جعجع والنائب جبران باسيل.
ودعت مصادر نيابية عبر «البناء» الى انتظار ما سيطرحه الموفد الفرنسي على المسؤولين من اقتراحات جديدة للبناء على الشيء مقتضاه رغم أن المصادر رجحت ان تكون زيارة لودريان جولة جديدة من جسّ نبض القوى السياسية من عدة خيارات من ضمنها تسوية ضمن سلة كاملة من رئيس للجمهورية وحكومة والمواقع الأساسية في ادارة الدولة والاستماع الى آراء القوى السياسية من الحوار وخيار المرشح الثالث الذي طرح بقوة في اجتماع الخماسية في الدوحة وما لدى السياسيين اللبنانيين من خيارات بديلة عن الطرح الفرنسي والمقترح في لقاء الدوحة، لكن من دون توقع اختراق في جدار الازمة لأن الظروف الإقليمية والدولية كما الداخلية لم تنضج بعد لإنتاج تسوية في لبنان.
لكن أجواء الثنائي حركة امل وحزب الله لفتت لـ «البناء» الى ان الثنائي «منفتح على كافة الخيارات من باب النقاش ولا يغلق الأبواب، لكنه متمسك بمرشحه رئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية ومستعد للحوار مع الطرف الآخر وتقديم ضمانات لجميع الأطراف وتبديد هواجسهم لجهة وصول فرنجية الى رئاسة الجمهورية، اما اذا كان كل ما يجري من طرح ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور وتوصيات ووصايا وشروط اللجنة الخماسية من قبيل المناورات والضغوط والفرض لإسقاط مرشحنا والتسويق للخيار الثالث لأهداف سياسية وغير سياسية فسنعتبره مشروعاً جديداً للسيطرة على لبنان، فهذا لن نقبل به ولن يمر وسنسقطه كما أسقطنا المشاريع الذي سبقته»، وسألت المصادر «لماذا البحث عن خيارات من الصعب أن تحظى بالتوافق الوطني الشامل وأمامها موانع سياسية ودستورية ولدينا خيارات واقعية وليست بجديدة وتملك جبهة سياسية ونيابية ووطنية عريضة ويمكن أن نسعى الى توسيع هذه الجبهة لتتكامل عوامل نجاح الخيار الذي ندعو له والذي يملك بعداً إقليمياً يمكن ان نعالج الكثير من الأزمات والمشاكل وعلى رأسها ازمة العلاقات مع سورية وأزمة النزوح».
وذكرت " الديار" ان لودريان اتى ليجسّ النبض من جديد، مع انه يعلم مسبقاً بالنتيجة، لكنه بدا كمن يحاول للمرة الاخيرة قبل ان يسارع الى رفع العشرة وإنهاء مهمته الشاقة بأقل الخسائر، خصوصاً انه بصدّد تولي مهمة ديبلوماسية جديدة في ايلول، وهذا هو المهم بالنسبة للمسؤول الفرنسي، لانه لم يحمل معه اي مؤشرات خارجية ايجابية من اللقاء الخماسي، بل طرح الخيار الثالث كحل توافقي، من دون ان يلقى بعد رداً ايجابياً ما دام كل فريق متمسّكا بمرشحه.
قالت مصادر سياسية متابعة لمهمة لودريان لـ «الديار»، انّ طرح الخيار الثالث هو عنوان الزيارة الحالية للموفد الفرنسي، اي لا سليمان فرنجية ولا جهاد أزعور، بل مرشح وسطي عير محسوب على أحد، وأشارت الى انّ لودريان يحمل أسماء رئاسية قليلة هذه المرة، وستشكل مفاجآة لانها ليست من ضمن الاسماء التي تمّ التداول بها، او على الاقل بعضها، وألمحت المصادر المذكورة الى انّ اسم قائد الجيش العماد جوزف عون من ضمن الاسماء.
في غضون ذلك، افيد بأنّ الخيار الثالث، غير مستحب بالنسبة لبعض الافرقاء السياسيين، وفي طليعتهم الثنائي الشيعي المتمسّك بترشيح ودعم فرنجية، وسبق ان اعلنا انّ التزامهما رئاسياً برئيس «المردة» لا تراجع عنه، اما بالنسبة لرئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، فهو رافض للخيار الثالث اذا كان القصد منه قائد الجيش، مفضّلاً الوزير السابق زياد بارود ضمن هذه الخانة، الامر الذي تمّ إبلاغه للموفد الفرنسي، اي لن يكون هذا الطرح سهلاً، ما دام هنالك ثلاثة اطراف يرفضونه.
وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان استعجل أمام من التقاهم في بداية زيارته العمل على إنجاز الأستحقاق الرئاسي طالما أن الأمر متروك للجهد الداخلي.
وقالت هذه المصادر أن هذه الزيارة تهدف إلى الاستفسار عن إمكانية تحقيق أي تقدم في هذا الملف من خلال إعادة النظر بالخيارات الرئاسية المطروحة والتفكير في أسماء جدبدة مطروحة في الرئاسة، مؤكدة أن الموفد الرئاسي لم يخرج عن مضمون بيان اللقاء الخماسي بشأن الأصول الدستورية المعتمدة لانتخاب رئيس للبلاد.