عادت الإشتباكات المسلحة لتتجدّد بشكل عنيفٍ هذه الليلة داخل مُخيّم عين الحلوة، وذلك بعد حصول هجوم مُباغت لعناصر "جُند الشام" باتجاه مراكز "حركة فتح" في حي البركسات.
وأشارت معلومات "لبنان24" إلى أنّ الإشتباكات الدائرة حالياً هي الأعنف منذ بداية التوتر في المخيم منذ 4 أيّام، لافتة إلى أن أحياء عديدة داخل المخيم تعرضت للقصف مثل الصفصاف، الرأس الأحمر، الشارع الفوقاني.
ولفتت المصادر إلى أنَّ أسلحة ثقيلة تُستخدم خلال الإشتباكات، فيما أفيد عن سماع دوي إنفجاراتٍ ضخمة جداً سمُعت أصداؤها في مختلف أرجاء مدينة صيدا.
وأبلغت مصادر ميدانية "لبنان24" بأن رصاص القنص بات كثيفاً جداً وسط إستخدام المسلحين لقذائف صاروخيّة من نوع "B7" و "B10"، موضحة أن الإشتباكات باتت تتوسع باتجاه محاور عديدة مثل البستان، التعمير والطوارئ.
في غضون ذلك، أفيد عن وصول الرصاص الطائش والقذائف الصاروخيّة إلى بعض أحياء مدينة صيدا المتاخمة للمخيم مثل دوار العربي، سهل الصباغ والأوتوستراد الشرقيّ، الأمر الذي أثار حالة من الهلع والرعب في صفوف المواطنين.
كذلك، ذكرت المعلومات عن تعرُّض محيط حاجز للجيش بالقرب من جامع الموصللي في صيدا لرصاص القنص من المُخيّم.
مصادر قيادية في حركة "فتح" كشفت لـ"لبنان24" إنَّ "مسلحي جند الشام" فتحوا النار على عناصر الحركة من محاور عديدة أبرزها من الشارع الفوقاني والطوارئ باتجاه البركسات"، نافية الأخبار التي جرى تناقلها عن مقتل مسؤول في الحركة جراء إشتباكات هذا المساء.
وأشارت المصادر عينها إلى أنّ ما حصل جاء ضربة كبيرة لإتفاق وقف إطلاق النار الذي سعت هيئة العمل الوطني الفلسطيني المشترك إلى تثبيته أمس الثلاثاء، وقالت: "نؤكد أننا مستعدون دائماً للتصدي لأي هجوم، وأي يُدّ ستمتد إلينا سنقطعها فوراً".
من جهته، كشف أمين سر حركة "فتح" في صيدا اللواء ماهر شبايطة لـ"لبنان24" إنّ الإشتباكات التي شهدها مخيم عين الحلوة، مساء اليوم الأربعاء، سببها هجومٌ مباغت نفذته عناصر من جماعة جند الشام باتجاه موقع اللواء أبو أشرف العرموشي داخل حي البركسات، مؤكداً أن "عناصر فتح تصدّت لعناصر جند الشام".
وأعلن شبايطة أنّ الإشتباكات أسفرت عن مقتل شخص وإصابة 2 آخرين بجروح، مشيراً إلى أنَّ "فتح" متمسكة بإتفاق وقف إطلاق النار، وقال: "ما تقومُ به جماعة جند الشام هو ضرب لهذا الإتفاق وعرقلة عمل لجان التحقيق في جريمة مقتل العرموشي".
في غضون ذلك، قالت مصادر "فتح" لـ"لبنان24" إن القتيل جرّاء إشتباكات عين الحلوة مساء الأربعاء يُدعى يونس أبو شقرة، موضحة أنّ الأخير ينتمي إلى القوّة الفلسطينية المشتركة.
بدوره، قال قائد قوات "الأمن الوطني الفلسطيني" في لبنان اللواء صبحي أبو عرب لـ"لبنان24" إنّ "ما حصلَ في عين الحلوة هذه الليلة هو هجومٌ من عصابات جُند الشام المسلحة باتجاه مراكز حركة فتح والتصدّي قائمٌ بالشكل المناسب".
ورداً على سؤال، قال أبو عرب: "من الصعب جداً على مسلحي جند الشام التقدّم باتجاه أيّ محورٍ آخر في المخيم ولن يستطيعوا ذلك".
إلى ذلك، نفى المكتب الإعلامي للحركة الإسلامية المُجاهدة في عين الحلوة خبر مقتل الشيخ جمال خطاب، مشيرة إلى أنّ الأخير بخير وهو رأس عمله ويجري الإتصالات المكثفة لوقف الإشتباكات التي يشهدها مخيم عين الحلوة حالياً.
تمديد إقفال السرايا
وفي ظل مشهدية التوتر القائمة في صيدا، أعلن محافظ الجنوب منصور ضو في بيان، مساء اليوم الأربعاء، تمديد قرار وقف العمل في الإدارات الرسمية في سرايا صيدا إلى يوم غد الخميس، بسبب تجدد الاشتباكات في المُخيّم.