مقدمة نشرة اخبار تلفزيون او تي في
على وقع التنقيب المتواصل بحثا عن الغاز في البلوك رقم 9، يتواصل التنقيب بحثا عن خلافات اضافية، على مساحة البلوكات السياسية اللبنانية، عشية الزيارة الموعودة الجديدة لجان ايف لودريان، باسم اللجنة الخماسية هذه المرة.
اما النتيجة، فتمترس رئاسي ممدد في معسكري الفرض والرفض، ومراوحة حكومية في الفشل، في موازاة عجز واضح للسلطة التشريعية عن القيام بالحد الادنى من واجباتها، سواء على مستوى انتخاب رئيس للدولة، او الشروع في اقرار القوانين الاصلاحية، التي جدد حاكم مصرف لبنان بالانابة اليوم التحذير من تأخيرها، خلال مؤتمر صحافي رسم خلاله حدودا قانونية بين الاداء الجديد في المصرف المركزي، واداء الحاكم السابق الضائع، نظريا على الاقل، والملاحق حول العالم، رياض سلامة.
فما الذي سيدفع اللبنانيين الى العبور نحو الحل؟ سؤال لا اجابة عليه في المدى المنظور. فلا الانهيار الاقتصادي والمالي نفع، ولا انفجار مرفأ بيروت حرك الضمائر، ولا خطر انفلات الاوضاع في وقت لن يكون بعيدا اذا استمر الهرب من الاصلاح، اعطى نتيجة.
وفي غضون ذلك، يواصل اكثر السياسيين حياتهم كالمعتاد، غير آبهين بمعاناة الناس، المقتنعين اصلا بألا حلول جذرية في الافق، في وطن بدأ يشهد بوادر انقضاء العطلة الصيفية، ومعها عودة المنتشرين الى بلدان الاغتراب، مع اقتراب موعد العام الدراسي الجديد.
اما للمستقبل، فأمل معقود على مسارين، لا ثالث لهما:
مسار التنقيب عن الغاز الذي انطلق على وقع حملة حاقدة على الرئيس ميشال عون والتيار الوطني الحر، ومسار التدقيق الجنائي وتداعياته على الاداء العام، ولاسيما في مصرف لبنان.
مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ال بي سي
ما يهم موظفي القطاع العام والمتقاعدين الذي يقارب عددهم النصف مليون أو أقل بقليل، أن رواتبهم ستدفع بالدولار الأميركي على سعر صرف 85500، هذا ما أكده حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري الذي دق ناقوس الخطر بأنه لا يمكن للمصرف المركزي أن يحافظ على الاستقرار النقدي من دون تعاون مع المجلس النيابي والحكومة.
منصوري استخدم كلمة تعاون، لكن هل هو تعاون مع حكومة تصريف أعمال ومجلس نواب لا يقوم بوظيفته الأساسية، وهي: انتخاب رئيس? فالتعاون في غياب رئيس للجمهورية، غير مجد أو على الأقل غير فعال.
السياسة تراوح مكانها، ولا جديد مرتقبا قبل الإثنين، انتظارا لمواقف جديدة قد يطلقها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله.
في موضوع الحريات " لا حياد في معركة الحريات "، وقد صدر بيان عن مجموعة من الإعلاميين والمؤسسات الاعلامية ، يرفضون فيه التحريض وينبذون الكراهية، ومما جاء في البيان : " نرفض خطاب رهاب المثلية أو الهوموفوبيا وكل الخطابات التحريضية والتمييزية ضد الأقليات الجنسية، والتي تحاول فرضها مجموعات متطرفة وبعض المسؤولين الطائفيين السياسيين والدينيين والأمنيين؛ ونعتبر أن هذا الخطاب التمييزي والترهيبي والتهجيري إنما يمس بميثاق العيش المشترك ".
عربيا، تظاهر مئات السوريين مجددا اليوم الجمعة في مناطق عدة في محافظتي درعا والسويداء في تحركات انطلقت احتجاجا على تدهور الأوضاع الاقتصادية وتطورت الى المطالبة ب"إسقاط النظام"، وفق ما أفاد ناشطون والمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وتشهد المحافظتان منذ نحو أسبوع تحركات شعبية أعقبت قرار السلطات رفع الدعم عن الوقود.
وقبل الدخول في تفاصيل النشرة، وقفة مع خبر صحافي بارز، فقد رحل اليوم عملاق من عمالقة الصحافة اللبنانية ، طلال سلمان " صوت الذين لا صوت لهم " كان شعار صحيفته "السفير": "جريدة لبنان في الوطن العربي وجريدة الوطن العربي في لبنان.
رحل صاحب المقال الأسبوعي " على الطريق" التي يبدو أنه خطا اليوم خطوته الأخيرة عليها. تتفق معه أو تختلف، كان طلال سلمان كان أحد أعمدة الصحافة اللبنانية: من كامل مروة إلى غسان التويني إلى جورج نقاش إلى رياض طه إلى سعيد فريحة إلى سليم اللوزي إلى ميشال أبو جودة إلى كثيرين ممن لا يتسع المجال لذكرهم جميعا، سواء في لبنان أو في العالم العربي.
فرادة طلال سلمان أنه حافظ على خط تحرير " و سياسة تحريرية " واحدة ، في السفير ، منذ العدد الأول حتى العدد الأخير ، رغم تبدل الأنظمة والعهود ، وهذا إرث حملته السفير
وندر أن استطاعت صحف أخرى أن تجاريها فيه.
ويوم توقفت السفير عن الصدور، أحدثت فجوة في الصحافة اللبنانية لم يكن من السهل ملؤها .
مقدمة نشرة اخبار تلفزيون الجديد
أن يرحل طلال سلمان.. فقد نكس القلم العلم اللاعب في الحبر وصانع الخبر..
اليوم هو الخبر. انطفأ "نسمة" الذي لم يعرف له مهنة إلا الحب وملاك الموت سيقرأ الان من صفحات أبو أحمد ويتخذه صديقا من ورق لم يسقط علينا خبر رحيله بالمظلة نحن الذين افتتحنا صباحاتنا على شغف الانتظار وعلى سبك المباني والمعاني واستعارات أمهات الكلام من بطون اللغة وعلى مجازات التعابير وإصابتنا في مقتل يومياتنا وتكرار أزماتنا وفي الضرب على وتر قضايانا الكبرى صوت الذين لا صوت لهم,
سفير الصحافة اللبنانية والعربية أقفل باب الروح على روحه ومذ تقاعد حبره غلف نفسه بالنسيان وجلس يراقب المشهد عن بعد.
ولكننا ونحن الذين تتلمذنا على حروفه وجمله تلزمنا ذاكرة أخرى كي نستوعب رحيل قامة الإعلام المكتوب على ناصية قضية فلسطين ووحدة عربية بددها كابوس انقسام الساحات وحلم حركة القوميين العرب حين نعاه طلال سلمان وكتب ممازحا: "في وداع الفضوليين العرب"
رحل طلال سلمان بجسد متعب وترك خلفه مناديل من ورق وأرشيفا من كلمات وسيرة عملاق على رؤوس أشهاد القلم هو الذي انحدر من بقاع الخارطة...
واستقر في قلب العاصمة متسلحا بقلم وبضعة قروش ومن شغف اللغة تدرج على سلم الصحافة إلى أن امتلك المدقق اللغوي جريدته الخاصة فكانت السفير منبرا للحرية وقضايا الأمة ومدرسة تخرج منها كبار الأقلام وصفحات طبعت عناوينها بمآسي كل المراحل وضمت أسماء لامعة في الفكر والأدب وفتحت ديارها لكل الاتجاهات الفكرية والسياسية: حليفة كانت أم خصمة وهي البصمة التي لا تقلد والتي كرسها طلال سلمان طيلة عمر السفير...
نجا طلال سلمان من محاولة اغتيال لكنه واجه القاتل بقلم من رصاص وحدد مواصفاته ولم يجعله مجهول باقي الهوية، كاسرا من حوله هيبة الفخامة, ومنذ لحظة اندلاع الحرب الأهلية في لبنان حملت السفير اسم "المقاتلة" تيمنا بناشرها
على الطريق "الى طلال" بنيت
جمهورية السفير التي فيها عاشت قضية برمزية فلسطين وقهر لبنان هو الذي اعتقلته السلطات اللبنانية بتهمة نصرة الثورة الجزائرية وهو الذي عنون على اتفاقية كامب ديفيد "الساقط عند المغتصب" وهو الذي أقفلت جريدته بقرار سياسي كيدي، فاستعار "بيروت المساء" وكتب السفير بالحرف الصغير مع دمغة الحمامة وسلمان هو الذي استقبل غسان كنفاني العائد إلى حيفا في مكاتب السفير وفرش الظل العالي على درويش فلسطين وحول الجريدة إلى مسقط رأس القضايا
العربية ونصرته
وفي مكاتبها تجول حنظلة فرفع ناجي العلي مفاتيح البيوت قبل ان يغتال في لندن.. فكيف لهذا التاريخ أن يمحوه موت. مرغما أقدم طلال سلمان على سحب أوراق اعتماد السفير من بين أيدي القراء بعد اثنين وأربعين عاما من سبك الروح على الورق وحانت لحظة النهاية ولا بد للرحلة من نهاية كما قال.
واليوم وضعت تلك الرحلة خاتمتها وكتبت آخر فصولها. وكما اسس سلمان جريدة غمرت قضايا الناس فقد سحب اوراقها في بداية العام الفين وسبعة عشر متأثرا بازمة اقتصادية سوف تدمر بلدا بناه بحبر العين رحيل طلال سلمان هو الخبر وفي الحقيقة أن مبتدأه سيبقى حيا في ذاكرة من عايشوه وواكبوه وكبروا على نواصي حروفه . لم يرحل طلال سلمان بل كما قال طلال حيدر:" فتح عتمة خيالو وفات".