Advertisement

لبنان

هل تنسحب فرنسا من لبنان الى اجل غير مسمّى؟!

ايناس كريمة Enass Karimeh

|
Lebanon 24
26-08-2023 | 06:00
A-
A+
Doc-P-1101148-638286398748339250.jpeg
Doc-P-1101148-638286398748339250.jpeg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger


‏يعتبر الدور الفرنسي المستجد في لبنان منذ ما بعد اتفاق الدوحة دورا مهما خصوصاً انه أتى في لحظة سياسية انكفأت فيها دول الخليج بشكل كامل عن لبنان وهي بذاتها لحظة الانهيار الاقتصادي والمالي ولحظة انفجار مرفأ بيروت. في تلك اللحظة السياسية بالذات قرر الفرنسيون العودة إلى الساحة  اللبنانية وبحث العديد من الملفات بعد سنوات عديدة من تراجع دورهم المحوري فيها. لكن هذا الدور اصطدم بشكل كبير "بواقعية فرنسا"، اذ ان باريس التي كانت خلال السنوات الطويلة الماضية الراعي الأساسي للقوى المسيحية وتحديداً المارونية السياسية قررت في هذه المرحلة التعامل بواقعية مطلقة مع الشأن اللبناني مع ما  استتبع ذلك من انفتاح على مختلف القوى السياسية والطائفية في البلد. 
Advertisement

مؤخراً، بدا واضحاً أن فرنسا لا تُبدي رغبة بخوض معارك القوى المسيحية السياسية وتحديدا معركة رئاسة الجمهورية التي اعتبرت قوى التغيير أنها معركة مسيحية الى أبعد حدّ، بل تعاطت مع جميع القوى السياسية ومع قوى الثورة في آن معاً، كما أنها قررت التعامل مع "حزب الله" باعتباره أمرا واقعا وقوة لا يمكن تجاوزها في الساحة اللبنانية وعليه بدأ الحراك الفرنسي قبل البدء بالعمل على تسوية رئاسية.

وتعتبر المصادر بأن هذه الزاوية من الرؤية الفرنسية للبنان لم تعجب القوى المسيحية التي بدأت منذ أشهر تصويباً جديا على الدور الفرنسي باعتباره يخالف الوجدان المسيحي والتطلعات السياسية للقوى المسيحية المختلفة  لذلك تعرض الفرنسيون للكثير من الضربات كان آخرها رفض بعض القوى المسيحية المشاركة في الحوار ورفض الرد على الرسالة الفرنسيه إلى النواب.

‏كما تعرض الفرنسيون لضربة سياسية لم تكن في الحسبان إذ ان الحراك الفرنسي ودخول فرنسا على خط الأزمة في لبنان كان بشكل كبير برعاية أميركية في بادئ الأمر حتى في نهاية عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وهذا الأمر استمر وترافق مع غض نظر وضوء أخضر سعودي، لكن سرعان ما تبدل الامر في الأسابيع الأخيرة حيث تعرض الفرنسيون لضربة كبيرة عندما صدر بيان " اللجنة الخماسية" الذي اوحى  بالتصعيد الذي لا تريده فرنسا.

‏لذلك  فإنّ الفرنسيين انكفأوا كثيرا وتراجعوا إلى حد كبير عن لعب دور جدي في لبنان خلال الأسابيع الماضية وربما في الأسابيع المقبلة أيضاً وحددوا نهاية أيلول موعداً لعودة الإستشراف الفرنسي لما سيؤول إليه الواقع السياسي، ومن هنا فإن الفرنسيين لم ينهوا مبادرتهم فعلياً إنما علقوها حتى معرفة كيفية ادارة الامور السياسية مع تطور الأحداث في المنطقة وفي الداخل اللبناني وهذا لن يظهر الا بعد أسابيع عديدة لتعود بعدها المبادرة الفرنسية مدعومة دولياً او لتنسحب بشكل كامل إلى أجل من غير مُسمّى.
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك