حملت كلمة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى المجتمع الدولي من على منبر الامم المتحدة الكثير من الرسائل والاشارات لعل ابرزها ما يتعلق بالنازحين السوريين، حيث قال "أُحذّر مُجدداً من انعكاسات النزوح السلبية التي تُعمّق أزمات لبنان، الذي لن يبقَى في عين العاصفة وحده. كما أُكرّر الدعوة لوضع خارطة طريق بالتعاون مع كافة المعنيين من المجتمع الدولي، لإيجاد الحلول المستدامة لأزمة النزوح السوري، قبل أن تتفاقم تداعياتها بشكلٍ يخرج عن السيطرة".
أوساط حكومية معنية قالت "إن موضوع النزوح السوري الى لبنان شكل الملف الابرز في المحادثات التي اجراها رئيس الحكومة مع المسؤولين الدوليين الذين التقاهم ومع مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، محذرا من تداعيات هذا النزوح واخطاره، ليس على لبنان فحسب، بل على الدول الاخرى كافة ". وذكّر بان هذا الملف يشكل قنبلة موقوتة ستطال شظاياها كل اوروبا، من خلال موجات الهجرة غير الشرعية التي تكثفت اخيرا".
واشارت الأوساط "الى أن رئيس الحكومة شدد في خلال اللقاءات التي عقدها على ضرورة ان يكون مسار الحل لموضوع النزوح، من خلال تشجيع السوريين على العودة وتقديم المساعدات لهم داخل سوريا".
ولفتت الأوساط "الى ان البحث مع مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين كان في غاية الصراحة لجهة ابلاغه رفض لبنان التام لتسجيل اي نازحين جدد الى لبنان.
وطلب الاسراع في تنفيذ الاتفاق القاضي بتسليم لبنان "داتا النازحين"، داعيا المفوضية الى دعم لبنان دوليا في حل ازمة النازحين السوريين عبر اعادتهم الى بلادهم وتقديم المساعدات لهم داخل سوريا".
وكان ميقاتي قال في كلمته امام الجمعية العامة للامم المتحدة:اثنا عشر عاماً مرّت على بدء الأزمة السورية، وما زال لبنان يرزح تحت عبء موجات متتالية من النزوح طالت تداعياتها الاقتصادية والاجتماعية كافة مظاهر الحياة فيه، وباتت تُهدِّد وجوده في الصميم.
ورغم إعلائنا الصوت في كافة المنتديات الدولية، وفي هذا المحفل بالذات، ما زال تَجاوب المجتمع الدولي مع نتائج هذه المأساة الإنسانية، وتداعياتها علينا، بالغ الخجل وقاصراً عن معالجتها بشكلٍ فعّال ومستدام.
إنني، ومن على هذا المنبر، أُحذّر مُجدداً من انعكاسات النزوح السلبية التي تُعمّق أزمات لبنان، الذي لن يبقَى في عين العاصفة وحده. كما أُكرّر الدعوة لوضع خارطة طريق بالتعاون مع كافة المعنيين من المجتمع الدولي، لإيجاد الحلول المستدامة لأزمة النزوح السوري، قبل أن تتفاقم تداعياتها بشكلٍ يخرج عن السيطرة.
وأودُّ في هذا المجال أن أُسجّل تطوّراً إيجابياً يتمثّل في الاتفاق الذي توصّل إليه لبنان مع المفوّضية العُليا لشؤون اللاجئين حول تَبادُل المعلومات عن الوجود السوري في لبنان ، مؤكّداً بالتالي حرص لبنان على تعميق التعاون مع المنظمات الدولية والأممية، باعتبار ذلك ركناً أساسياً من أركان الحل المُستدام المنشود".