مقدمة نشرة اخبار تلفزيون لبنان
بالرغم من مرور ثمان وأربعين ساعة على أبشع المجازر الاسرائيلية التي اقترفها العدو في المستشفى المعمداني ورغم هول المجزرة وفظاعتها لا يبدو أن في الافق ما يوحي بأن الضمير العالمي قد يتحرك باتجاه حقن الدماء لا بل حاول رياء ما يسمى بالعالم الحر ونفاق قادته وإعلامه وقلبه للحقائق إجهاض مفاعيل تلك الجريمة وما ينتظر أن تحدثه سواء على مستوى الرأي العام العالمي أو على مستوى الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية.
باختصار المشهد في اليوم الثالث عشر من العدوان على غزة توزع بين التحشيد العسكري على الأرض استعدادا للغزو البري مع مواكبة من المدمرة يو إس إس كارني الاميركية التي وصلت الى المنطقة وهي أتت للمساعدة في ضمان الامن البحري والاستقرار بالمياه الاقليمية وفق بيان الاسطول الخامس الاميركي
وفي السياسة وبعد الرئس الاميركي زيارة دعم من رئيس وزراء بريطانيا ريتشي سوناك لتل أبيب الذي انتقل بعدها الى الرياض للقاء محمد بن سلمان.
في المقابل تشدد مصري أردني حيال رفض تهجير فلسطينيي القطاع وضرورة رفع الحصار عنهم وإيصال المساعدات الانسانية في ظل حديث حديث روسي عن مبادرات مصرية باتجاه مجلس الامن لإستصدار قرار بهدنة إنسانية. وقد أعلن الإعلام المصري قبل قليل عن اتفاق بفتح معبر رفح يوم غد الجمعة لتمرير المساعدات الانسانية.
جنوبا المناوشات على حالها حجما وضبطا فلا تخفيض لوتيرة الاشتباكات الحالية لكن لا توسيع لدائرتها حتى يطرأ أمر ما في السياسة أو الميدان وفقا لغير مراقب ولم تخرج عن هذا الإطار العملية التي استهدفت القاعدة الأميركية في التنف السورية والتي أدت إلى إصابة عدد من الجنود الاميركيين.
وبالعودة الى الجنوب اللبناني فقد تبنت كتائب القسام التابعة لحركة حماس إطلاق صاروخ من جنوب لبنان باتجاه المستعمرات الاسرائيلية تزامنت مع تنفيذ المقاومة الاسلامية عملية ضد مواقع الاحتلال في شمال فلسطين.
وفي الداخل ووسط مخاوف من تصاعد تدريجي للوضع جنوبا ومع تكثيف العديد من سفارات الدول الكبرى دعوات لمواطنيها الى مغادرة لبنان.. واصل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اتصالاته مع عدد من الرؤساء والمسؤولين العرب والاجانب لحضهم على الضغط على اسرائيل لوقف تعدياتها على لبنان وبحسب اوساط حكومية معنية فان هذه الاتصالات لم تفض إلى أي تأكيد أو تطمين نهائي بنية اسرائيل وقف اعتداءاتها على لبنان أو إعطاء ضمانات بعدم توسع رقعة اعتداءاتها، خاصة متى شعرت بحراجة مواجهاتها في الداخل الفلسطيني..
ولمواجهة كل الاحتمالات تواصل الحكومة اجتماعاتها حيث تندرج في هذا الاطار جلسة مجلس الوزراء عصرا بعد وضع خطة متكاملة تتركز على الأمن الغذائي والصحة والطوارئ والإيواء والطرقات والأشغال واللوجستيات والاتصالات والمياه والبنية التحتية والحماية الأمنية.
مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ان بي ان
"خطر الحرب الإقليمية مرتفع للغاية" ... تحذير واضح أطلقه رأس الدبلوماسية الروسية سيرغي لافروف.
والرجل المخضرم ينطلق من الوقائع العسكرية والسياسية المحيطة بالعدوان الإسرائيلي على غزة المدعوم من الغرب بزعامة الولايات المتحدة.
في المقابل تحركت الأضلاع الأخرى لمحور المقاومة لملاقاة عملية طوفان الأقصى التي دخلت يومها الثالث عشر.
فإلى الجبهة اللبنانية التي واكبت الطوفان منذ إنطلاقته سجل أول دخول عراقي على خط مساندة غزة باستهداف قاعدتي عين الأسد وحرير الأميركيتين كما تعرضت قاعدتا التنف وكونيكو الأميركيتان في شرقي سوريا لهجمات بالمسيرات.
وفي الوقت نفسه تحدث جيش الإحتلال عن دبابات داخل الأراضي السورية كانت تستعد الليلة الماضية لقصف أهداف في الجولان المحتل.
في يوميات العدوان على غزة إستمرار للقصف ومجازر جديدة يذهب ضحيتها المزيد من الأبرياء الفلسطينيين.
ويركز العدو في قصفه على إستهداف المستشفيات في القطاع حيث خرجت ثلاثة منها عن الخدمة كليا وتضررت خمسة وعشرون جزئيا فيما أنذر جيش الإحتلال أربعة وعشرين مستشفى بالإخلاء من بينها مستشفى الشفاء.
على أن العالم ما زال تحت هول صدمة المجزرة الإسرائيلية في المستشفى المعمداني وسط محاولة العدو التنصل من مسؤوليته عن إقترافها ومحاولات أميركية لتبرئته من دم مئات الأبرياء الذين قضوا فيها.
وقد برز في هذا الشأن إعلان الكنيسة (الأنغليكانية) تلقيها إنذارات من العدو لإخلاء المستشفى قبل قصفه ما يشير بوضوح إلى تورطه في الجريمة وسقوط مزاعم إتهام المقاومة الفلسطينية بها.
أما العملية البرية التي يلوح بها جيش الإحتلال فهي تبدو في مرحلة الإستعداد على الخرائط والتهيب في الميدان.
ذلك أن مثل هذه المعركة لن تكون نزهة وقدعكس صعوبتها الرئيس الأميركي جو بايدن بعد عودته من تل أبيب عندما قال إنه ناقش مع القادة الإسرائيليين البحث عن بدائل ممكنة للعملية البرية.
هذا وما كاد بايدن يعود إلى واشنطن حتى وصل رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إلى تل أبيب داعما ومتضامنا وذلك على متن طائرة عسكرية محملة أسلحة وعتادا حربيا لإستخدامها في تدمير قطاع غزة.